🖋️ تلقيت بعد فجر هذا اليوم الثلاثاء السادس من شهر جمادى الآخرة خبر وفاة الأخ العزيز والصديق الصادق أبي عبد الله محمد بن عبد الله مبارك الأنصاري، وكان خبرا محزنا، وحادثا مؤلما.
وفي بعض الأحيان يفقد الإنسان مع ألم الفراق وأحزانه ما يمكنه التعبير به عن المصاب، ولا يجد أنجع لألمه ولا أسلم لقلبه من قول إنا لله وإنا إليه راجعون .
وأن يستحضر أن هذا هو حال هذه الدنيا وطبيعة الحياة فيها، فهي دار ابتلاء وامتحان، خلق فيها الإنسان في كبد، وهو كادح إلى ربه كدحا فملاقيه.
يؤمل فيها المرء ما لا يدرك، ويدرك فيها ما لا يؤمل، يشفق فيها السليم على العليل ويرثي لحاله ويتخوف أن تخترمه المنية دونه فيعمر العليل ويموت السليم فجأة أو بمرض لا يطول معه البقاء فتكون به الفاجعة بدل أن يفجع هو بغيره.
إنها عبر تساق للحي ليعتبر بها قبل الفوات، ويتعظ بها قبل الممات.
ليس للموت سن يتوقع فيها نزوله، وليس لأحد من البشر أمان منه بصحة بدن، ولا بحداثة سن، ولا بعظم جاه، ولا بشفقة أحباب، ولا بقوة حرس، ولا بكثرة حيل.
إنما هو أجل محتوم وكتاب مرقوم، فإذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون
فالله تعالى نسأل أن يشمل الفقيد بعفوه ورحمته الواسعة وأن يكون مع الأبرار في دار كرامته وأن يكون ممن أتى الله بقلب سليم فسلم من كل حزن وجزع وأمن من كل خوف وفزع.
اللهم امين
والحمد لله على قضائه وقدره.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين.
✍🏻 محمد بن أحمد الأنصاري
مقالات سابقة للكاتب