يراودني هذه الفترة من حياتي سؤال مُلِحّ جداً؟!. ما أن أشيح بوجهي عنه تارة حتى يخرج لي من الجهة المقابلة تارة أخرى!!. يكاد هذا السؤال لا ينفك عني في كل وقت.
إن هذا السؤال بإختصار هو لماذا لا نتغير؟!! ، وأعني بالتغيير هنا هو التغيير الإيجابي الذي يجد فيه المرء نفسه متوازناً مع متطلبات الدنيا والآخرة. وإنني اسأل نفسي سؤالاً عميقاً جداً وهو لماذا يجد المرء نفسه كما يقال (محلك سر ) ؟!
ماهو السر الذي يقبع خلف تراجع المرء باستمرار للخلف سواءً في أمور دينه أو أمور دنياه، ما السبب الذي يجعل الإنسان هكذا في دوامة مستمرة عاجز عن التقدم والتطور.
وما الحلول للخروج من هذه الدوامة المتعبة للروح وللفكر وما السبيل للخروج من هذا المأزق الكبير خصوصاً إذا علمنا أن الأيام والليالي تتصرم تباعاً والوقت يمضي من بين أيدينا بإتجاه النهاية الحتمية والحياة قصيرة جداً مهما طالت.
هل هذه الحالة هي نتيجة لتقصيرنا في حق الله واقترافنا للمعاصي والذنوب؟ أم أنها نتيجة لأننا لا نعمد للتطوير الممنهج؟، سواء من خلال القراءة الحُرّة وتطوير الذات،والتي تُسهم في النمو الفكري للشخص وتساعد بشكل واضح في التغلب على العقبات التي تواجهه.
أم أننا في حاجة إلى نوعية خاصة من الأصدقاء؟،أصدقاء ذوي جودة عالية يساهمون في تقدم الشخص نحو الأمام والأعلى بإعتبارهم قدوات صالحة وناجحة يمكن التعلم منها والإستفادة من تجاربها وخبراتها.
أم أننا أسارى لثقافة مجتمعية وعادات سلبية سيئة تقيد حركتنا وتضعف نمونا وتنخر في أساسات بناء التغيير الإيجابي لدينا.
أم أن كل تلك العوامل المذكورة السابقة تجتمع سوياً لتجعل أيامنا نسخة مظلمة مكررة من بعضها البعض لا تكاد لشمس التغيير الإيجابي أن تشرق فيها.
أم أنّ هناك أسباب خفية وراء ذلك قد نجهلها في دوامة انشغالنا بروتين الحياة اليومي.
إنها أسئلة عظيمة كبيرة تحيرني جداً وإن مهمتي الحالية التي أركز عليها هو البحث عن أجوبة صريحة صادقة لتلك الأسئلة الموجعة للروح المرهقة للفكر.
ولا أخفيك أخي القارئ أن الذي اهتديت له حتى الآن ؛ أن كل هذه الأسباب وغيرها من الأسباب إنما هي تتبع لسبب واحد رئيسي ، هو لب الأمر وأساسه ، ومنبعه وغراسه ، فكلها راجعة إليه ، منصبة عليه ؛ ألا وهو الإيمان بالله ، وملازمة طاعته ، ومجانبة معصيته ، فكلما كان الإنسان قريبا من ربه بعد عنه الشيطان ، ولانت له الصعاب ، وتيسرت له الأسباب ، لينطلق في طريق التغيير ، وكلما كان بعيدا عن ربه قرب منه الشيطان ، وحرم التوفيق وباء بالخذلان ، ليبقى قابعا في ظلمات الخسارة ، متخلفا عن ركب التغيير والحضارة ، والله المستعان وعليه التكلان.
ختاماً عزيزي القارئ إن كان قدراً يؤرقك هذا السؤال العظيم مثل ما يؤرقني وتبحث له عن إجابة ، فجُد لنا بعضاً من تجربتك في هذا الميدان والعالم الكبير لأسرار التغيير.
نوار بن دهري
[email protected]
مقالات سابقة للكاتب