هل أنت من هؤلاء؟

     يجتهدون في التلفيق و تزوير الحقائق و خداع الناس لأهداف غير مشروعة ، بقصد التشويه و الانتقام و إيقاع الأذى و إلحاق الضرر بالغير.

     هؤلاء المفبركون و صناع الكذب قد ماج بهم السهل و الجبل ، و توالدوا بشكل مرهق لكل شريف يتلمس دروب الصدق و الأمانة في حياته.

     فكم من سمعة مزقها هؤلاء المرتزقة بمخالب الفبركة و نقل صور باهتة للمنافسين و الخصوم كيداً و حسداً من عند أنفسهم ، و كم من أمانة ضيعت ، و كم من حقوق ضيعت و أهدرت على طريق الارتقاء على أكتاف الآخرين.

     هم يعيشون زمن الاستهلاك و تعظيم اللذة و الأنا المفرطة ، و الاستخفاف بكل القيم الأخلاقية التي أخضعت للمعيار المادي المصلحي البحت ، فالكذب أصبح ذكاء و “دبلوماسية” ، و الصدق تهوراً و إضاعة للمصالح ، و الصراحة و الشفافية دروشة ، و هذا جنوح مفرط  لفقد و انتهاك وشائج المجتمعات الإنسانية.

     هذه الصورة القاتمة فائقة التشويه جاءت نتيجة طبيعة لذلك الانفصام المقيت و الفجوة العميقة بين ما يتعلمه الأفراد في دور التربية من قيم الصدق و العدل و الأمانة و النزاهة و الشفافية ، و بين الواقع الذي يمارسونه و يعيشونه خارج أسوار هذه المحاضن.

     و مما يزيد عمق  هذه الفجوة أن الإعلام المعاصر بكافة صوره و أشكاله (إلا من رحم ربك و قليل ما هم) يكرس لصورة نمطية تتمثل في تمجيد من يلتزم هذه الأخلاق طالما أن مصالحه ستحقق ، و يتجاوز الأخلاق و الفضيلة و يقصيها إذا شعر أن هناك تهديداً لمصلحة في ظنه أنها قد لا تتحقق إلا بالتخلي عنها ؛ (فالصدق ليس فضيلة إلا إذا نفعك ، والكذب ليس رذيلة إلا إذا ضرك).

     هم يعيشون بيننا و يتنفسون هواءنا و يقاسموننا معيشتنا .. فهل أنت من هؤلاء؟

محمد سعيد الصحفي  – الكلية التقنية بجدة

 

مقالات سابقة للكاتب

2 تعليق على “هل أنت من هؤلاء؟

ابراهيم يحي ابو ليلى

لا فض فوك استاذانا ابا عمر لقد ضغط على الجرح بقوة ولا ضير في ذلك أنما فعلك كالطبيب الذي ينشد علاج مرض مستعصي ولا ينفك ينتشر في جسد المجتمع ..ولم تجافي الحقيقة ابدا … نعم بعض الاعلام يكرس هذا التوجه ويشجعة وكانه من القيم النبيلة والعكس هو الصحيح.. هؤلاء استاذ محمد هم خريجي المدرسة الميكافللية وزعيمهم ميكافللي صاحب مبدأ الغاية تبرر الوسيلة ايا كانت الوسيلة ….
وكم سمعنا مقولة ان القانون لا يحمي المغفليين ولكن الاسلام يحمي كل اتباعه ويضرب بيد قوية على ايدي العابثين الذين يرون في المكر والخداع فهلوة وشطارة
بوركت ابا عمر وبورك رايك وقلمك الذي سطر الحقيقة التي طالما حاول هؤلاء طمسها ولكن الشمس لا يمكن ان تحجب بغربال..
والشكر موصول ومعه تحية وتقدير لصحيفة غران التي كل يوم تزداد تألقا بمثل هؤلاء الكتاب المتميزون .

شكرا لك

من جمال المقال ( كموضوع وبناء ) كادت حروفه أن تذوب في أفواه قارئيها
مع مافيها من مرارة الصورة ولكنها في إطار جميل سكبت
شكرا أخي الكاتب ولكن عندي قناعة أن الأمة فيها الخير وأهل الصدق والأمانة هم الأكثرية بإذن الله ومتى ما قلنا ووقفنا جميعا مع الحق عززنا تلك الفضيلة
فهل أنت ممن إذا رأى الحق تكلم وصف معه أم هذا لا يخصني
تلك المشكلة مع أصحاب الأخلاق والأمانة يتركون الدخلاء ينهشوا في أجساد الفضلاء والبسطاء وهم صامتون أو يحاولون الإصلاح بمحاباة الظلم فتلك المصيبة

حفظ الله ديننا وبلادنا وحكامنا لما يحبه ويرضاه

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *