أفاد مارسيل كيرلين المتخصص بالأمراض المعدية بجامعة أوريغون للصحة والعلوم (OHSU) بأن الباحثين درسوا طرقا مختلفة تؤثر بها اللقاحات (منذ ظهورها قبل زهاء قرنين من الزمن) على الجهاز المناعي في الجسم لإطلاق هجوم كامل على مسببات الأمراض. لكن السؤال المهم الأبرز الذي يشغل خبراء الصحة حول العالم حتى الآن هو «في أي ذراع يجب حقن اللقاحات اليسرى أم اليمنى».
ويقول كيرلين ان «هذه القضية لم تدرس على نطاق واسع، لذلك قررنا التحقق منها. وبعد تحليل الأدبيات العلمية حول هذا الموضوع، عثر فريق البحث على 4 أوراق بحثية فقط، وكانت النتائج مختلطة». فوجدت إحدى التجارب أن لقاحات الإنفلونزا التي أعطيت لأطفال بعمر 2 و3 و4 أشهر في ذراعين مختلفتين، أدت إلى ارتفاع مستويات الأجسام المضادة مقارنة بما كانت عليه عند إعطائها في الذراع نفسها.
وفي الدراسة الحديثة، اختبر باحثون بجامعة OHSU مستويات الأجسام المضادة لـ 947 مشاركا تلقوا جرعتين من لقاح كوفيد-19. وذلك وفق ما نقل موقع «ساينس إليرت» العلمي عن مجلة «التحقيقات السريرية».
وتلقى نصف عدد المشاركين الجرعة الثانية من اللقاح في الذراع نفسها، بينما تلقى النصف الآخر جرعات إضافية في الذراع الأخرى. وبعد أربعة أسابيع من الجرعة الثانية، كانت الأجسام المضادة لـ SARS-CoV-2 أعلى بمقدار 1.4 مرة لدى أولئك الذين تلقوا اللقاح في الذراع الأخرى.
ويوضح فريق كيرلين أنه عند إعطاء اللقاح في العضلات، تتعرف الخلايا المناعية على المستضدات الموجودة في الدواء، وتنقلها إلى العقد الليمفاوية لمزيد من الاستجابة المناعية، ما يؤدي إلى إعداد جهاز المناعة ضد هذا المستضد عن طريق إرسال الإشارات المطلوبة.
جدير بالذكر، ترتبط جوانب مختلفة من الجسم مع العقد الليمفاوية المختلفة، لذلك، قد يكون الجسم أكثر حذرا من خلال تحفيز الاستجابة المناعية على كلتا الذراعين.
ويبين كيرلين «من خلال التبديل بين الذراعين، تتكون ذاكرة في موقعين بدلا من موقع واحد». فبعد ثلاثة أسابيع فقط، لاحظ باحثو جامعة OHSU أن التطعيم في كلتا الذراعين بدأ يظهر نتائج أفضل، وتحسنت هذه الفوائد تدريجيا، لتصل إلى ذروتها في الأسبوع الرابع وتستمر لعدة أشهر بعد ذلك.