عظّم الله أجرك ، أبا طارق ، ورحم زوجك ، وأسكنها الجنة ، وألهمكم الصبر والسلوان ، وبارك في ذريتكما ، وأعانكم جميعاً على تحمّل المصيبة ، وكثرة الدعاء والاستغفار ، هنيئاً لك أبا طارق ، أجر هذه المشاعر ؛ ممن يقرأ رثاءك لزوجك ، والدموع تنهمر ، لا شعورياً ، وهي تقرأ هذا الحدث الجلل ، ولسان الحال يقول :
عجباً ، لهذه الأسرة المباركة ، وهذا البيت الطيب ، الذي أسأل الله أن يكون قد ؛ أُسس بنيانه على تقوى من الله ورضوان ، زوجة صالحة ( أم طارق ) ، وفقها الله تعالى ، لطاعته ، واتباع سنة رسوله – صلى الله عليه وسلم – وعرفت قيمة الدنيا ، وزوالها ، فاغنتمت فرصة ، ماكُتب لها من سنوات عُمر ، فحثت الخطا ، وسابقت الزمن ، وساهمت في مشاريع خيرية عديدة ، تربية لنفسها أولا ، ومشاركة في خدمة دينها ، ونشر سنة رسولها ، بالدعوة إلى الله ، والمشاركة في مجالات الخير العديدة لنفع الناس ، فلله دّرها من امرأة رسمت لأبنائها وبناتها ، وأخواتها ، وطالباتها ؛ خارطة الطريق للسير للآخرة ، ثم تتأمل في موجز سيرتها التي كانت غائبة على كثير ، من قريناتها ، وفتيات المسلمين ، فيزداد العجب ، لم تعش طويلا ؛في هذه الحياة ، مع أنها عاشت في ابتلاءت ، ومحن ، ومصائب ، ومرض عضال ، فهي صابرة ، حامدة ، شاكرة ، ( ما أعظم القلوب التي تتعلق بالله تعالى ، وترضى بأقدار الله ) لكنها ، خلّفت لنا ، ولبناتنا ، ولأسرنا ، قاعدة ، تأصيلية ، أن الزوجة ، هي المحور الرئيس ، في الأسرة ، تبني بيتها على نور من الله ، وهدى من رسوله ؛ فيرتفع البناء ، وتقوى أركانه ، ويزداد شموخاً ورفعه ، ويُذكر ، حتى بعد موتها ، ويكتب لها أجره .
وقد تكون هذه الزوجة ، معول هدم ودمار ، فتكون بعيدة عن طاعة الله وهدي رسوله وقدوة سيئة لأولاها وبناتها ، فتخلف أرثاً سيئاً يحتذى به ،فيكون عليها مثل أوزار من تبعها ، لا ينقص من أوزارهم شيئا ، أما عن الركن الآخر من الأسرة ، الزوج ( أبو طارق ) فلا أريد أن أذكر محاسنه فقد بانت ، ووضحت في مقاله ، كيف أعطانا ، لمحة صدق ، ومشاعر فياضة ، تجاه زوجه ( رحمها الله ) وكيف كانت نموذجا للزوجة المباركة التى تهتم بزوجها وتراعي مشاعره ، وتقوم بواجبها تجاهه ، حتى فارقها وهو راض عنها ، وبعد هذه الحادثة الحية التي عرفنا جزاء كافياً من تفاصيلها ، نحن معاشر الأسر ، تُرى مانحن فاعلون ؛ أنبقى في غفلتنا ، وسباتنا ، وتعلقنا بدنيانا ، وعن آخرتنا غافلون ، أم تكون هذه الحادثة ، جرس إنذار ، ونقطة تغيير وتحول ، لمراجعة النفس ، وإعادة هيكلة السلوك داخل الأسرة من الزوجات والأزواج ، وجعل طاعة الله ورسوله والعمل لدينه ، هو المنطلق لبقية العمر ، واستقبال الآخره ، لعلها تكون يقضة لقلوبنا ، وتذكيراً لنفوسنا ، ومنهجاً لحياتنا ويلهمنا الرشد والصواب ..
رحمك الله ( أم طارق ) رحمة واسعة واسكنك فسيح جناته ، وهنيئاً لك دعوات الناس ، وشاهدتهم بالخيرية .
وألهمك ( أبا طارق ) الصبر والسلوان وعوضك خيراً ، وبارك في أولادكم وجعلهم هداة مهتدين ، وبالدين والشرع عاملين ، اللهم آمين …
د.صلاح محمد الشيخ
مستشار أسري وتربوي