هناك بعض الأوقات التي أشعر فيها بآلام الوحدة وتناقضات القيم وغياب الهمة والنشاط ووجع الروتين الممل وقلة الانجازات وغياب الاهداف بشكل عام.
محصلة كل ذلك دائرة مفرغة من الألم الروحي يصعب الخروج منها ولكنه ليس بالمستحيل ، وماذلك على الله بعزيز .
لقد سطرت في بعض تلك الأمور السلبية مقالاً يتناوله بشكل مفصل كالوحدة على سبيل المثال.
إن العيش طويلاً في دوامة تلكم الإرهاصات المتعبة للروح والفكر ، يجعل الحياة جحيمية لا تطاق كسفن البحار التي تتقاذفها الأمواج وتضربها الرياح العاتية من كل صوب حتى يفقد ربانها البوصلة التي توجهه إلى بر الأمان في عالم مُظلم مفزِع ومخيف ولا يكاد يرحم.
لا أصدقاء حقيقيون يمدون إليك بكل حب يد المساعدة ويرمون في إتجاهك طوق النجاة ، ولا أصدقاء قدوات مليئون بالخبرة والتجارب المعينة التي تنتشلك من الحضيض وتساهم في مساعدتك لتجاوز تلك المحن التي ربما لا يسلم منها أحد.
الأنانية في هذا الزمن الصعب تكاد تطغى على عالم البشر فلسان حال أغلب الناس نفسي نفسي. الكل يريد أن ينجو بمفرده حتى ولو كان ذلك على سبيل معاناة وهزيمة وسقوط الآخرين والنجاة والحياة من فوق أكتافهم.
لم يعُد ولم يتبقى لي سوى نور آية من كتاب الله يضيء نورها حياتي وترشدني إلى الطريق الصحيح في دهاليز الحياة المظلمة ، ويطمئن بها قلبي المضطرب الذي أتعبته وساوس الشيطان المحزنة ، فتعيد رسم الابتسامة على محيا وجهي الحزين ، وتخفف من معاناة قلبي الكسير .
لم يعد لي سوى بعض ركعات أؤديها بكل خشوع آناء النهار أو في ظلمة الليل الحالك فينتشر من خلالها السلام والحب في روحي المجروحة ويهدأ بها فكري التائه وتعيد لي التوازن والأمل والثقة برب العالمين.
لم يعد لي سوى صديق مخلص نادر محب يذكرني في دعائه أتكأ عليه عندما أتلقى ضربة موجعة من القدر أو عندما أتلقى خيبة أمل من الناس المحيطين بي الذين هم كالسراب لا أجد منهم سوى الأماني والوعود الكاذبة.
لم يعد يتبقى لي سوى ربي الذي يعلم بحالي وبمعاناتي ومأساتي ، إليه أشكو بثي وحزني وعليه أعتمد وأتوكل فهو حسبي في كل الخطوب ، ونعم الوكيل في كل الملمات ، وهو ثقتي المطلقة وأملي العظيم بأنه القادر على تغيير حالي إلى أفضل وأجمل حال ، فأمره إنما هو كن فيكون.
كتابة: نوار بن دهري
[email protected]
مقالات سابقة للكاتب