هل يمكن أن نربي الفرح في أنفسنا ؟
الإجابة تكمن في السؤال التالي ؟
هل نحن حينما تصيبنا شوكة أو وعكة نتألم ؟
بالتأكيد نعم .. !!
والسؤال الثاني ..
هل تبادل المشاعر جزء مهم في تعزيز نفسية الفرح ..؟
بالتأكيد .. نعم !!
كان رجل يمشي مع الخليل بن أحمد رحمه الله؛ فانقطع شسع نعله فاحتفى ومشى فخلع الخليل نعليه ومشى معه فقال هذا الرجل للخليل: لم صنعت هذا ؟
فقال : أُواسيك في الحفاء.
( جعله يفرح حتى في مواساته ) يا لجمال الشعور والمشاعر .. !!
صناعة الفرح هي باب من أبواب التربية التي تؤثر في كثير من مجالات حياتنا الشخصية والاجتماعية.
.. تمر في حياتنا الشخصية والاجتماعية مظاهر وفرص ( للفرح) لكننا نغفل عنها
او نتغافل في التعامل معها .. مع أنها تستحق أن يحتفى بها .. !!
هناك ما يمكن تسميته ب (البخل في الفرح) حيث يصعب على بعضنا حتى كلمة الثناء لإنجاز هنا أو هناك وكأنه سيصرف مبالغ من مخزونه البنكي حينما يتفوه بكلمة ( تهانينا ) .. !!
( لغة الفرح ) يجب أن نجسدها في واقعنا بمختلف الطرق والوسائل لأنها تنمي فينا الحب والانتماء والأمن واللطف والتعايش والإيجابية.
نصنع الفرح .. بكلمة .. بهدية .. برحلة .. بضحكة .. بدعابة .. باحتفاء .. بتقدير .. بلمسة .. بذكر طيب لشخص أو مشروع في المجالس؛ بقصيدة؛ بتغريدة تبني معاني للرقي في مجتمعنا .. باحتفاء للأسرة بمتفوقيها ومواهبها .. بالثناء العاطر والمكافآت للمتميزين في أعمالهم .. بشهادات تقدير .. وخطابات موشحة بالتوقيع لصناعة الفرح .. برسالة ثناء تعبر عن معاني التقدير على الخاص او على العام لنشر (ثقافة الفرح) فيما بيننا .. !!
تتم صناعة ( الفرح ) في البيوت من قبل الوالدين .. ومن الأبناء والبنات في تبادل سلوكيات الفرح؛ ويتغذى الفرح في قاعات التعليم .. ويترسخ في مساحات المسؤولية في كل مكان .. !!
وأبواب لا حد ولا عد لها في طرق ( صناعة الفرح ) في مختلف مجالات حياتنا .. !!
هناك أحداث رائعة تمر وتستحق الاحتفاء بها حتى ولو بالإطراء ( اللفظي) لكنها تعبر ( باستحياء) لأن بيئتها مخنوقة ( بالبلاهة ) التي تخيم على واقعها .. !!
اسمحوا لي ان أقول بأن من صفات صناع الفرح .. أنهم يجدون طعما ولذة في تعزيز معاني الفرح في الحياة .. لا
يدركها المشاؤون في جَرح الفرح .. وصناعة الغم والشؤم والبخل والتشويه وتبلد المشاعر في حياتنا.
تناول وتداول وصناعة آفاق ( للفرح ) تحد من تغذية القلق وتقضيي على ( الترح ).
(يفرح المؤمنون بنصر الله ) .. فرحوا بنصر ( عدو على آخر ) .. فكيف بأبواب كثيرة في حياتنا ( نحن ) تستحق أن
أن يحتفى وأن يفرح بها .. !!
صناعة الفرح فيها أجر وشكر وعلاج وطاقة .. ويكفيها أن أبسط معانيها _ صدقة _ (وتبسمك في وجه أخيك صدقة ).
وفي كل واقع وواقعة :
هناك من يجيدون ( فن صناعة الغم ) .. وهناك ( أرباح خلفها صناع الأفراح ).
دمتم مفاتيح للأفراح مغاليق للأتراح !!
أ.د خالد الشريدة
جامعة القصيم
مقالات سابقة للكاتب