رحل صوته وبقي ذكره ..

•• علا صوت المؤّذن بـ أذان الفجر قبل لحظات في يوم الأحد الواحد و العشرين من العشر الأواخر من رمضان ، فـ إذا الصوت ليس صوت المؤذن ” العمّ أحمد ” ، وقتها أدركنا بأنّه غادر دار الدنيا إلى دار الآخرة في ليلة من ليالي القدر ..

•• رحل و لم يرحل من قلوبنا .. رحل و لم يرحل من مسجدنا .. رحل صوته و بقي ذكره .. رحل اسمه و بقي عمله .. رحل و هو يردّد الشهادة .. رحل و صلّى ركعتين قبل القيام .. أتى المسجد و لم يعلم بأنها آخر زيارة له .. ما زلتُ أتذكّر ابتسامته التي قابلني بها قبل رحيله بـ ٧٢ ساعة .. كان مؤذّنًا و إمًامًا و خادمًا لبيت ” الكريم ” في شهر ” الكرامة ” ..

•• صلّى ” العم أحمد ” ليلة البارحة صلاة التراويح في جامع صلاح الدين بحيّ الحرمين ، و تمّ تكريمه على الملأ من إمام الجامع نظرًا لإهتمامه بـ المسجد و القيام عليه ” تطوّعًا ” و الحفاظ على الصفّ الأول ..

•• بدأت ساعات الرحيل تدنو منه دون علمه ، دخل المسجد قبل القيام بـ دقائق فـ صلّى تحيّة المسجد ثمّ بدأ قلبه يتحرك يمينا و يسارًا و دقّات القلب تزداد ، خرج لسيارته و معه رجال المسجد لكي يتسابقون في إسعافه ، لكن الأجلْ أقرب و ملك الروح قد دنا ليستئذنهم في أخذ روح ” العمّ أحمد ” و هم ينظرون إليه ، نظر لمن حوله و هو يصارع سكرات الموت لكن البشارة و الابتسامة علت محيّاه ” سامحوني سامحوني أشهد أن لا إله إلا الله ” و فارق الحياة ….

•• الرحيل من الأشياء الصعبة على قلوبنا لكن إن أتى بـ علامات حسن الختام هوّن علينا مُصابنا .. فـ لا تترك الدنيا تأخذك من نفسك .. فما تدري نفس بأيّ أرض تموت ..

•• اللهم اغفر للعمّ أحمد و ارحمه و عافه و اعف عنه و أكرم نزله و وسّع مدخله و اغسله بالماء و الثلج و البرد و نقه من الذنوب و الخطايا كما ينقّى الثوب الأبيض من الدنس ..

< للأجر > ..
الصلاة على العمّ أحمد عصر اليوم في جامع الثنيّان بجدة ..!

 

فيصل السلمي

مقالات سابقة للكاتب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *