قل شكرًا أو اصمت!

جاء في نشرة العربية.نت في يناير ,2023 أن دراسة علمية تناولت عينة شملت 40 ألف حالة زواج على مدار 50 عاماً؛ بغرض وضع الأسس الرئيسة لضمان استقرار العلاقات الزوجية، وتجنُّب حدوث حالات الطلاق.
حيث أجرى الدراسة دكتور چون غوتمان، وزوجته دكتورة چولي شوارتز، وهما مؤسسا معهد غوتمان لدراسات علم النفس.
وبحسب ما نشره موقع شبكة CNBC، قال عالما النفس: إن هناك عاملاً مشتركاً واحداً بين جميع الأزواج، يتلخص في أنهم يريدون أن يكونوا موضع تقدير واحترام، وأن يتم الاعتراف بجهودهم، ومن ثم فإن كلمة السر في نجاح العلاقات الزوجية هي كلمة “شكرًا” قولاً وفعلاً.
إن العلاقة الزوجية المزدهرة تتطلب التمتع بثقافة التقدير والامتنان.
ويمكن اكتساب تلك الثقافة من خلال التخلُّص من أساليب التفكير السام، والتركيز على الإيجابيات، واكتساب مهارة فنّ التغافُّل.
فالرؤية الإيجابية الواعية، والشعور بالرضا، والامتنان؛ يقطع الوقود عن دورة السلبية والأفكار السامة؛ وهو ما يؤدي إلى حدوث فرق كبير في تحسُّن العلاقة الزوجية تدريجياً.
ومما يعضد هذه الثقافة ويرسخها، الوعي بأن العلاقة الزوجية -فضلاً عن قداستها التي تقوم عليها كما شرعها ديننا الإسلامي الحنيف – تتبنّى فلسفة الفكرة التي تفيد أنّ قيمة حياة العلاقة الزوجية وجماليتها لا تكمن في الكمال والديمومة، بل على العكس في النقص و «الموقوتية» حيثُ تقوم هذه الفلسفة على ثلاثة حقائق: الموقوتيّة، وعدم الكمال، وعدم التمام.
إن العمل على تقدير ندوب العلاقة الزوجية، والآثار والتراكمات، وتقبُّلها والتصالح معها؛ من شأنه أن يُفْضي إلى جعْل الحياة الزوجية الطيّبة درباً للسلام الذي يُصالحنا مع أنفسنا، والعالم من حولنا.
ولعلَّ تعزيز قيمة جمال العلاقة الزوجية ومستويات تذوُّقه في الشريك، وآفاق تلقْيّه مِنْ أجلّ الأمور المُعِيّنة على التَّخلُّق بثقافة التقدير والامتنان؛ فهو يُمكْنّا من رؤية الجمال في شريك حياتنا، بل ويُحلِّق بنا في فضاءاتٍ رحبةٍ من التَّماهي مع رؤية جديدة للعلاقة الزوجية لم نعهدها من قبل.

سليمان مُسْلِم البلادي
solimanalbiladi@

الحلقات السابقة من روشتة وعي

4 تعليق على “قل شكرًا أو اصمت!

غير معروف

مقال في غاية الرووعه..

مريم

المدرسة الأولى لكل مسلم ومسلمة هي مدرسة حياة رسولنا الكريم ومنهجه في التعامل مع زوجاته واصحابه واحفاده والناس عامة، هذا اعظم مدرسة في حياتنا نقتدي بها.

مقال جيد أبدعت أ. سليمان.

سليمان مُسْلِم البلادي

شكرًا جزيلاً لمرورك الأنيق
بارك الله فيك

عذوب

لنا في ‏تعامل الرسول مع زوجاته و بناته و أخواته و حُبّه لهن …و اختياره لأرقى الكلمات و العبارات معهن ارقى قدوة ؛ ألا ليت شعري أين من يقتدي بمحمد الأمين مع الأنثى ؟!⁧

مقال رائع جدا سلمت أ سليمان‬⁩

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *