( تحية لمجتمع غران )
فُطرت الحياة على التجدد والتقلب ( يقلب الليل والنهار) وعلى الحركة (والشمس تجري لمستقر لها ) وعلى الضعف بعد القوة والخبت بعد السطعان ( حتى عاد كالعرجون القديم )
وهكذا تظل الحياة حياة بالتغير والتطور،
وسُخرت كلها للإنسان وقد جُعل خلقه في أحسن تقويم ، مستويا قائما مزينا بالعقل وغيره من الأحياء منكبا !
ولعل من يتفكر ومن غير جهد يدرك أن التغير والتجدد وموافقة المناسب ومعالجة القديم من العادات وصيانة بعضها ، وتجديد كثير من المستلزمات الحياتية ، وإحداث قوانين مجتمعية جديدة لتنظيم الجديد والمتجدد في سير الحياة الاجتماعية وقبول ما فرض وجوده منها فكان جزءا من الواقع لابد من ترك مساحة له ووضع خطوط كالخريطة تنظمه وتسهل الانتفاع به ،
– ذلك هو صفة في قمة مرتفعات المجتمعات الراقية التي تفهم الحياة وتحسن قيادتها .
– فتحية لمجتمع مدينة غران :
اكتفوا بالمصافحة في التعزية ، أخذوا بالأفضل والأيسر والأسلم ، استجابوا سريعا لمن نادى به ، وظفوا وسائل التواصل الاجتماعي للمواساة بدلا من العادة القديمة التي شاخت وصارت تسبب أعباء مع كثرة الناس واتساع العلاقات وسهولة انتشار الأخبار حتى رأينا استئجار القاعات واستئجار مقدمين للضيافة على مدى ثلاثة أيام ، تكاليف يتحملها الورثة فوق مصيبتهم بالمفقود ، ومنهم من ينوء بحملها ووالله أنه بلغني أن قرابة المتوفى في بعض نواحي محافظتنا يتحملون كلهم – تعاونا بينهم- تلك المصاريف !
لكن مجتمع مدينة غران مجتمعٌ فعلا راقي ! ما أسرع مايستجيب للتحضر المستمد من ديننا (تركتُ فيكم ما إن تَمَسَّكتم به لن تضلوا بعدي أبدًا كتاب الله وسُنَّتي)
وسبق لهم في باب تطوير وتجديد وتحسين عادات المجتمع الكثير ، في حفلات الزواج ، في المعايدة ، في الضيافات ، وغيرها ،وفي تشجيع الشباب ، وتأسيس الجمعيات والمراكز ومد يد العون للآخرين وفي التعاون مع المؤسسات والإدارات التي تقدم الخدمة للمواطنين الحكومية منها والأهلية … ولعل سر ذلك وعي وتحضر صنع استجابة فاعلة من قبل الجميع لما تحتاجه الحياة لتكون سهلة ماتعة لاعوج فيها .
ولعل من يقرأ خاطرتي هذه أن يضيف من ذاكرته شواهد أخرى عليها .
فتحية بعد تحية مع التقدير لأهالي مدينة غران !
أحمد مهنا الصحفي
مقالات سابقة للكاتب