العيد كلمةٌ عذبةٌ في اللسان، مفعمةٌ بالإيمان، مرشدةٌ للإحسان ، تشتاق إليه النفوس كاشتياق الأب لابنه الذي باعدت بينهما المسافات، و قضى معه أجمل الذكريات.
العيد مظهرٌ من مظاهر الدين، و شعيرةٌ من شعائره المعظمة التي تـنطوي على حكمٍ عظيمة ، و معانٍ جليلة، و أسرارٍ بديعة، لا تعرفها الأمم الأخرى في شتى أعيادها.
فالعيد في بعده الديني شكرٌ لله على إتمام العبادة، رضًا و اطمئناناً ، جذلاً و ابتهاجاً ، سكينة و وقار، و تعظيماً للواحد القهار.
و العيد في بعده الإنساني يومٌ تلتقي فيه قوة الغني و ضعف الفقير على محبةٍ و رحمةٍ و عدالةٍ من وحي السماء، عنوانها الزكاة و الإحسان، و مضمونها البهجة و الغفران.
يومٌ تجتمع فيه النفوس الكريمة على أواصر الحب، و دواعي القرب، تـتـناسى أضغانها، و تعلو البسمة محياها.
تتجلى في العيدِ صوراً اجتماعية عدة، منها: صلة الأرحام، و زيارة الأنام، و الوقوف بجانب الأصدقاء، و مواساة الفقراء ، و في هذا كله تجديدٌ للرابطة الاجتماعية على أقوى ما تكون من الحب و الوفاء، و الأنس و الإخاء، سباقٌ في الخيرات، و منافسةٌ في المكرمات.
ليس السرُّ في العيد يومَه الذي يبتدئ به، و إنما السرُّ فيما يعمرُ ذلك اليوم من أعمال، و ما يغمره من أفضال.
عيدكم مبارك متى أردتم، سعيدٌ إذا أسعدتم .. باركَ اللهُ للمسلمين عيدهم، و مكَّن لهم دينهم.
ظافر تاجر المرامحي
مقالات سابقة للكاتب