( العيد )

العيد كلمةٌ عذبةٌ في اللسان، مفعمةٌ بالإيمان، مرشدةٌ للإحسان ، تشتاق إليه النفوس كاشتياق الأب لابنه الذي باعدت بينهما المسافات، و قضى معه أجمل الذكريات.

العيد مظهرٌ من مظاهر الدين، و شعيرةٌ من شعائره المعظمة التي تـنطوي على حكمٍ عظيمة ، و معانٍ جليلة، و أسرارٍ بديعة، لا تعرفها الأمم الأخرى في شتى أعيادها.

فالعيد في بعده الديني شكرٌ لله على إتمام العبادة، رضًا و اطمئناناً ، جذلاً و ابتهاجاً ، سكينة و وقار، و تعظيماً للواحد القهار.

و العيد في بعده الإنساني يومٌ تلتقي فيه قوة الغني و ضعف الفقير على محبةٍ و رحمةٍ و عدالةٍ من وحي السماء، عنوانها الزكاة و الإحسان، و مضمونها البهجة و الغفران.

يومٌ تجتمع فيه النفوس الكريمة على أواصر الحب، و دواعي القرب، تـتـناسى أضغانها، و تعلو البسمة محياها.

تتجلى في العيدِ صوراً اجتماعية عدة، منها: صلة الأرحام، و زيارة الأنام، و الوقوف بجانب الأصدقاء، و مواساة الفقراء ، و في هذا كله تجديدٌ للرابطة الاجتماعية على أقوى ما تكون من الحب و الوفاء، و الأنس و الإخاء، سباقٌ في الخيرات، و منافسةٌ في المكرمات.

ليس السرُّ في العيد يومَه الذي يبتدئ به، و إنما السرُّ فيما يعمرُ ذلك اليوم من أعمال، و ما يغمره من أفضال.

عيدكم مبارك متى أردتم، سعيدٌ إذا أسعدتم .. باركَ اللهُ للمسلمين عيدهم، و مكَّن لهم دينهم.

 

ظافر تاجر المرامحي

مقالات سابقة للكاتب

4 تعليق على “( العيد )

ABDULMONAM AL MARAMHI

مقال رائع بروعتك أبا هاشم
سلمت أناملك

أبوياسر

والله والله مقال فوق الروعة إزداد جماله ورونقه وإبداعك فيه في علوم البلاغة من جناس وطباق ذو نغم يطرب السمع

أبو جاسر

مقال جميل وبوركت الأنامل والفكر الجميل
العيد فعلا شعيرة من شعائر الله ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب
بارك الله فيك

ابو خالد

شكرًا لصحيفة غران المتميزة والمتجددة دائما التي اعتبرها الصحيفة الأولى في محافظة خليص ،،في استقطاب الكتاب الرائعين ،مثل ابو هاشم الذي أتمنى ألا تنقطع مقالاته عن الصحيفة….

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *