سقف الحرية إلى أين ؟

تلعثم الحاضرون عند ما تقرر تنفيذ حكم الإعدام على قوانين الرجعية ، وإطلاق سراح الحرية وبدأ بعضهم يهتف بها ..

كان هناك سؤال يؤرقني أي نوع من الحرية التي أطلق سراحها .. أهي حرية الاختيار من قانون شرعي أم هي حرية ثقافية تحكمها مبادئ ، و ضُبط مجتمعنا في ظلها لسنوات طوال ..

لم أصدق لأنني لم أستمع إلا إلى ذاك الهتاف فقررت أن أتحرى عن تلك القوانين التي تنهال من أفواه هؤلاء الذين أجزم بعدم قناعاتهم بأبعادها وأثرها الكامن خلف ستار قانون المطالبة بالحرية ، بل وأجزم أنهم لا يقدرون نتائجها بشكل واضح .

مجتمعنا ولله الحمد بالرغم من إيمانه بما تستحوذ عليه الحرية من متطلبات يقتنيها الأبناء لقمع فكر الأجداد ، والذين يَرَوْن من وجهة نظرهم أنهم في الاتجاه الصحيح ، إلا أن الحرية لها أبواب ومن يقتني هذه الجرأة بكل شجاعة ويقتحم تلك الأبواب لابد أن يقتني معها خطوات السير لتلك الحرية ، بل والنتائج المترتبة على نوع التغيير الذي يحدثه قانون التحويل بل ونتائجه الواضحة ، وشكل المجتمع عند العزف في داخل منظومة الحرية الجديدة .

أنا لست ضد القناعات بنوعية الحريات التي تخطو إلى الأمام دون إحداث فجوات تعيق الانتقال المحمود لخطوات التغيير في مجتمع ناهض كمجتمعنا ، فقد يكون التغيير لفظي وهذا للأسف ما نجده على ألسنة البعض وهو لا يعرف ماذا يقول ، بل ومن وجهته الخاصة وهذا اُسلوب غير موفق في اقتناء الوجهة الصحيحة .

لو قمنا باقتحام باب إحدى الحريات لوجدنا فيه يوضع الشخص فكره وثقافته حتى لو كانت غير صحيحة .. طرحت موضوع على أحدهم في حرية الرأي ببساطة فكأنني قد لامست حريته الشخصية في حديثي ، فقلت : لك يا أخي أن تضع فكرك في قياس مجتمع متكامل وليس على نطاق أسرة أو بيئة معينة أو أشخاص من محور حياتك .. قل وجهة نظرك ثم ضعها في ميزان مجتمعك وبيئتك سيكون لها تصحيح .

ليس معنى حرية في فكرك أن تطبق ما يجول بعقلك من قناعات لا تتوافق مع قانون مجتمعنا وثقافته التي يحتاج سنوات حتى يمكنه تبني مافيها بشكل متطور ، والسعي لترقيتها إلى ثقافة جادة يؤمن بها الجميع ، بل ويفكر حقيقة في اقتناء مضمونها وترويجه ليقتنع به الجميع .

الحرية ثقافة عامة يؤمن بوجوبها الجميع ويقتنعون بها أفراد فقط ويطبقونهاً أيضا فئة محددة ، لأننا لم نكن يوماً نسعى لتكون الحرية التي نؤمن بها ويؤمن بها البعض وليس الكل ثقافة في المجتمع ، لتكن تغذية صحية واسلوب توعوي ليس فيه أي فجوات للانتقال بين ماكان وما سيكون وما يمكن أن يحدث إذا بلغ الأمر حد الوعي الواجب اعتناقه ..

فأنا وأنت لنا فكر ولكن نفتقد آلية التوعية للانتقال إلى إحدى الحريات دون الإساءة لأحد أو الاصتفاف مع فئة أكثر اعتناق لسطح الحرية والتي يرونها واجبة دون وعي ، كأن يستحضر أحدهم حال مجتمع قريب منا ولم يضع أمامه العوائق التي يجب أن يتخطاها أولاً هو وفكره ليواجه أثره في عمق فهم مجتمعه لما يراه هو سهل التخطي ، وقد تجاوزه في فترة زمنية أعطاها لنفسه فكان يسيراً عليه فرداً .. فكيف بمجتمع متباين في فكره وثقافته ومدى فهم مقياس الحرية التي يعيها هو عليه أن يؤمن بذلك فيحدث الخلاف .

 

آمال الضويمر

مقالات سابقة للكاتب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *