🖋️ يَشعر بعضنا بأن ما يريده أو يرغب فيه أو يأمر به أو يفضله أو يهواه يستحق أن يكون (ملزما) لغيره أو ملتزما به .. !!
وهذه معضلة تحتاج لمعالجة.
وهنا سبع نماذج لما أحب إيضاحه :
١- يحب بعضنا الحوار أو النقاش في قضايا يميل إليها وقد يأخذ بخاطره عدم تجاوب البعض معه .. والسبب أن الموضوع لا يشدهم أو ليس لديهم ما يقدمونه .. وهذا الشعور هو من باب (لزوم مالايلزم) .. !! أي دعهم كما يحبون .. !!
٢- يفضل بعضنا تناول نوع من الأكلات أو المنتجات.. ثم يستغرب أن بعضنا قد لا يرغب بذلك وربما يكره ذلك ..
وهذا الشعور هو جزء من (لزوم ما لايلزم) ..!! دع الناس وما يفضلون !!
٣- يحب بعضنا السفر إلى بعض الأماكن في الداخل أو الخارج ثم يستمتع بالكلام عنها .. وكأنه يقول للآخرين مستغربا .. لماذا لا تذهبون كما ذهبت .. وهذا شعور هو جزء من ( لزوم مالا يلزم ) .. !!
هناك من لا يملك ماتملك .. او يملك ما لا تملك .. !!
٤- يطبق بعضنا أساليبا في التعامل مع أولاده سواء في التحلية أو التخلية ويشعر الآخرين بالتقصير لأنهم لا يتعاملون كما يتعامل هو .. وهذا الشعور هو جزء من ( لزوم مالا يلزم ) فقد يكون لديهم من الطرق والأساليب والظروف ما يفوق ما ذكرت .. !! فلا تلوم مالا يستحق الملامة .. !!
٥- هناك من يتحدث كثيرا .. او يبالغ في تعليقاته .. وممارساته .. له على كل رسالة تعليق .. وفي مختلف مجموعات الواتس تعقيب .. وينتظر من غيره المشاركة على ( كل ما يطرح ) .. هذا جزء من الشعور ( بلزوم مالا يلزم ) .. فالناس لهم ظروفهم وانشغالاتهم .. وتقديراتهم على ما يستحق التعليق والتعقيب .. وأحيانا سكوتهم هو لغة تعني تطبيقا لقاعدة ( لزوم ما لا يلزم ).
٦- هناك من يطرح قضية فقهية فيها سعة في الأقوال والاختيارات التي تستند على الصحيح من الأقوال .. لكنه يريد ممن يسمع أن يطبق ما يراه وقد يأخذ موقفا منك لأنك لم توافقه الرأي .. وهذا الشعور هو جزء من ( لزوم ما لا يلزم ) تجد ذلك في الجمع في المطر وفي صلاة السفر .. وفي غيرها مما فيه سعة في الاختلافات السائغة .. !!
٧- في أساليبنا في إدارة الأشياء هناك من يحزم وهناك من يعزم وهناك من يحسم وهناك من يُلزم وهناك المرن .. ولكن بعضنا قد يؤاخذك حينما لا تتبنى منهجيته في إدارة الأمور .. وكأن كل الأحداث تحتاج إلى لغة واحدة في التعامل .. هذا الشعور ( منه) هو جزء من معادلة ( لزوم مالا يلزم ) .. !!
لكل حادثة حديث ولكل مقام مقال !!
الرياضة الفكرية .. وتنوع الأساليب العملية والتصرفات الشخصية والرغبات الذاتية .. كلها مما تفيد عمران حياتنا الاجتماعية .. ولو أننا التزمنا جميعا ( بلزوم مالا يلزم ) لتجمدت الحياة.
وهكذا في مختلف آرائنا وتصرفاتنا ورغباتنا .. هناك من يشعر بأن غيره محتاج لتصرفاته وآراءه وتفضيلاته ..
مع فائق الاحترام لكل اختيار مناسب لكن الحكمة العامة هي ( أن مالا يلزمنا شرعا فليس لأحد أن يلزمنا به واقعا).
كما أن الإلتزام بما يلزم له أحكامه وظروفه ومراتبه فكيف :
( بلزوم مالا يلزم) ؟ ..!!
✍️ أ.د خالد الشريدة .. جامعة القصيم
مقالات سابقة للكاتب