خبير في مكافحة الجريمة يكشف كيف توقع داعش بالشباب

كشف أستاذ مختص في “مكافحة الجريمة والإرهاب” جوانب من الأساليب التي يتبعها تنظيم داعش الإرهابي في تجنيد الشباب واستمالتهم للفكر الإرهابي الدموي، مشيراً إلى تركيز التنظيم على تقنيات لغسيل العقول للشباب المنعزل المنطوي.

وحسب صحيفة “الرياض” ، اليوم السبت، أوضح أستاذ مكافحة الجريمة والإرهاب بجامعة القصيم، والمستشار الأمني : د. يوسف بن أحمد الرميح أن “التنظيم يتوجه بأساليبه لغسيل العقول إلى الشباب المنعزل عن المجتمع، ويتفنن في استخدام طاقة الشاب النفسية، ويركزها على مواطن القوة المفتعلة، ويعتمد في تجنيده على طلبة الجامعات أو المدارس الثانوية، لاتصالهم الدائم بالإنترنت، ولنشاطهم المستمر بوسائل التواصل ولسهولة السيطرة على عقولهم من خلال تقنيات نفسية محددة وحيل فكرية وإعادة البرمجة العصبية، وتطبيق تقنية الإكراه وتقنية التلاعب النفسي”.

وأكد الخبير أن “ما يقوم به المجندون من ذبح وسفك للدماء لا يعد خياراً بالنسبة لهم، لأنهم غير مدركين ذهنياً، بل متورطون نتيجة تقنيات مسح الدماغ التي مورست على عقولهم بدرجة كافية تجعلهم يقومون بعملية ذاتية تخيلية دائمة، والذي يجعلهم يظنون أنهم يجاهدون ويقاتلون في سبيل أهداف نبيلة كرفع الظلم والقضاء على الكفرة وإبادتهم وإنهاء الفساد”.

وأوضح الرميح أن “نظرية قتل الأقارب لدى الواقعين تحت تأثير التنظيم تنطلق من مبدئين، الأول أن هذا القريب بلا شك كافر خارج من الملة ومرتد يجب قتله، والسبب في ذلك أنه لم يبايع ويكون ولاؤه للتنظيم، والمبدأ الآخر أن الشاب الراغب في الانضمام للتنظيم الإرهابي يطلب منه إثبات ولائه وانتمائه المطلق للتنظيم بالإقدام على هذا العمل الشنيع”.

وذكر المختص في “مكافحة الإرهاب” أن محاولات تجنيد صغار السن تبدأ من بعض الألعاب الإلكترونية التي تنشر الفكر المتشدد، وتعلم الطفل الكره والحقد على مجتمعه وأسرته، وأنه ليستمر باللعب والفوز لابد من أن يبدأ بالتضحيات، ففي البداية يُبين له أنه “يتعلم لعبة تعلمه نصرة الإسلام وقتال الأعداء والدفاع عن المستضعفين وأنه سيحاسب على خذلانهم وعدم مد يد العون لهم”، بعد ذلك تتطور الأمور للعب على بناء نفسي فكري خبيث ومركز وهي قوة التحكم بالعقول، التي تتم بشكل مبرمج وخفي، يتم من خلالها إحداث تحولات نفسيَّة عميقة تصل إلى درجة توجيه فكر الضحية ضد عقيدتها وأفكارها ووطنها وأسرتها، وهو ما يطلق عليه علمياً عملية “إعادة تعليم” أو “برمجة عقلية فكرية نفسية مركزة”، بالذات لصغار السن حتى يقوم هؤلاء المراهقون بقتل آبائهم وأمهاتهم وإخوانهم أو قتل أنفسهم بالتفجير لإرضاء قادة التنظيم الإجرامي.

وأفاد الدكتور الرميح أن أسرة الشاب المغرر به هي أول من يدفع ثمن وقوع ابنهم في أسر التنظيمات الإرهابية، فدور الأسرة يتضاعف بوجوب مراقبة الشاب مراقبة دقيقة، لأن الشاب لا يحتاج لصديق يثق به ليجنده في التنظيم ولكن يحتاج لهاتف ذكي وإنترنت يتواصل به مع التنظيم، الذي يملي عليه شروطه ومتطلباته للانضمام، وأولها قتل قريب كما ثبت من عدة حوادث سابقة، تمثلت في قتل آباء وأمهات وأعمام وأخوال وأبناء عّم وأبناء خال، وأهم العلامات الخطرة التي يجب أن تنتبه إليها الأسرة تعلق الشاب بالإنترنت والفكر المتشدد، الذي يجب أن يكون علامة للأسرة العاقلة والمدرسة المتفهمة وإمام المسجد، لسرعة إبلاغ الجهات الأمنية للحفاظ على سلامة الشاب وسلامة أسرته ومجتمعه.

وأردف الرميح أن من مؤشرات تأثير التنظيم الإرهابي على الشاب النظرة المتشددة والمتطرفة تجاه المجتمع، ووصفه بأنه كافر يجب الفكاك منه، ويجب حربه للمنكرات، وكذلك عدم الاهتمام بالمدرسة والتعليم، وأنه خلق لهدف أسمى وأشمل وأعظم وهو الدفاع عن الأمة، وإظهار عدم رضاه عن أي مناسبات أسرية أو اجتماعية، كالزواجات والأعياد والحفلات وأن الحياة يجب أن تكون للجد والقتال والمعارك، بحسب الصحيفة.

واستطرد الخبير أن الشاب الواقع في أسر التنظيم يميل إلى الاهتمام المفاجئ بالقضايا السياسية بالعالم، والإيمان الكامل بفكر وعقيدة المؤامرة التي تحاك ضدنا، وهو يميل إلى عدم الاهتمام بالمظهر واللباس، وأن الأهم هو الجوهر والفكر، ويصف منتقديه ومناصحيه بالمنافقين والكفار والسذج الذين يجب الابتعاد عنهم تماماً بهذه المرحلة المهمة والخطيرة، ويذهب إلى تلميع وتمجيد التنظيمات الإرهابية والدفاع عنها بشراسة وعلى الملأ، ويعتقد جازماً بأن لا حل لمشكلات المجتمع إلا بقيام دولة الخلافة الراشدة.

وبين الرميح أن من مظاهر تأثر الشاب بالفكر الإرهابي مشاعر الحقد والكره والكلام البذيء لكل عامل في الجهاز الأمني، وأنه هدف لدولة الخلافة حال قيامها، وكذلك التشدد كثيراً في موضوع المرأة، من ناحية اللباس والعمل والحفلات وغيرها، ومحاولة منع أخواته من المشاركة في هذه “المنكرات” غير المقبولة، بتصوره.

وختم حديثه قائلاً إن المنجرف مع التنظيم الإرهابي يتفقون على تصنيف الدعاة وطلبة العلم الشرعي والعلماء والوعاظ بأنهم “دعاة شر” حسب عقيدته التكفيرية الجديدة، ومع ذلك نجده يهتم بشخص متدين، لكنه متشدد ومتطرف، فهذا يمثل له القدوة الصالحة والمثل الأعلى، ويكون هذا الشاب حاداً في طباعه سريع الغضب ومتهور لأبسط الأمور خاصة الأمور الشرعية أو التي فيها خلاف شرعي بين طلبة العلم الشرعيين.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *