أثر السيرة والتأثير الذي تتركه بالنفوس هو جهد وعطاء بحب ينبع من الداخل الإنساني الحامل لهذا العطاء لمجتمعه أو المحيط الذي حوله من كل الجوانب..
ويتجسد فيما بعد هذا الإنسان لأيقونة عطاء تنزف محبة فى مجتمعها وأيضاً مجتمعها يبادلها هذا العطاء الإنساني الجميل وهو الأثر الباقي بالسيرة للشخص أو الحكاوي المجتمعية التي يتداولها المجتمع بعد رحيله ..
نهاية الأسبوع الماضي فقدت خليص المحافظة وغران المكان مثل هذه الشخصية المؤثرة و الآثرة لمجتمعها بحب وعطاء ، وهنا أحدثكم عن المهندس بريك بن دخيل الصحفي الذي تعرفت عليه منذ ربع قرن ونيف واقتربت منه وابتعدت عنه بمراحل ومنعطفات الحياة ومشاغلها ، إلا أن انطباع أيقونة العطاء الذي يبثه لمن يعرفه من اليوم الأول للقاء لازال راسخاً بداخلي حتى أثار ما بداخلي لدراسة مثل هذه الشخصية الفريدة التي دنت منه الدنيا بكل مفاتنها ليكون شيخ دينار أو درهم إلا أنه رفض ، وقرر أن يبقى فى ذاكرة مجتمعه شيخ عطاء وناشر محبة دوماً في كل العطايا التي يستطيع أن يمنحها .
أبا “ماهر” على السلك التعليمي كان أوائل المهندسين المدنيين في يوم كان للمجتمع طريق واحد يسلكه لنيل الوظيفة ، وعلى المستوى الوظيفي ارتقى بإحدى أجهزة الدولة “الحرس الوطني” حتى نال أعلى المراتب الوظيفية التي لم تبعده عن مجتمعه إطلاقا بل سخر كل ذلك وخبراته التراكمية لخدمة مجتمعه ، وبعد أن غادر كرسي الوظيفة لم تنطفي وهج حماس حب العطاء بل زاد في خدمة المحافظة بالكامل التي أنتجته وأحبها كما أحبته ، ولذا تجده من المجلس البلدي إلى مجالس الصلح القبلي إلى مطاردة معاملة بالرياض لخدمة خليص وغران ..
هكذا أنا كما عرفت “أبا ماهر” رحمه الله و تتبعت مسيرته ، وأن بقي لي كلمة بالنهاية وهو أنني أتساءل لماذا لا أرى أسماء شوارع بالمحافظة لمثل هؤلاء الرجال الكبار أمثال أبا ماهر ،والعلامة الأديب عاتق بن غيث البلادي، والمؤرخ الدكتور مبارك المعبدي ،والأديب محمد علي الشيخ ، وخليص تزخر بأسماء أبناءها الكبار ورجالها ، فوجب على المحافظة والبلدية أن تذهب إلى تخليد هذه الأسماء ، ورحم الله من مات منهم و أطال الله لنا بعمر من بقي.
عبدالله الطياري
مقالات سابقة للكاتب