🖋️ يعد العلم نعمة من نعم المولى – سبحانه وتعالى – على العبد ومن المكاسب التي لا يعادلها شئ في الدنيا ؛ فهو أساس نهضة الأمم وتقدمها ، وهو نور يُستضاء به في غياهب الجهل ، واللبنة الأولى للازدهار والعلو والرفعة في الدارين قال عزوجل : { يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ ۚ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ }.
والعلم منبت لجميع الفضائل ، والطريق المؤدي بصاحبه إلى الجنة ، لقوله -صلى الله عليه وآله وسلم-: “من سلك طريقًا يلتمس فيه علمًا سهل الله له به طريقًا إلى الجنة“، فطلب العلم ومحبته من علامات توفيق الله للإنسان في هذه الدنيا ، وخير سبيل للآخرة .
والعلم بحر واسع كلّما شربنا منه لا نرتوي ، فكلّ يوم نتعلم أشياء جديدة وفوائد عديدة ، وعلى قدر ما أخذنا من العلم نبقى بحاجة إلى المزيد منه .
والعِلمُ يَجلُو العَمَى عن قلبِ صاحبِه
كما يُجلي سوادَ الظُّلمةِ القَمَرُ
والعلم سر السعادة ومصدر من مصادرها ، فهو يمنح طالبه الثقة بالنفس ، والقدرة على فهم الآخرين وحسن التعامل معهم والتكيف مع أخلاقهم ، كما أنّ الشريعة الاسلامية حثت عليه وذكرت فضله ، فنجد في السنة النبوية أن رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- يقول : “إنّ العلماء ورثة الأنبياء ، وإنّ الأنبياء لم يورثوا دينارًا ولا درهمًا إنّما ورثوا العلم فمن أخذه أخذ بحظ وافر“، وعليه فهو أمانة ورسالة سامية وجهد لا يضيع أجره وثوابه .
قال الإمام ابن القيم – رحمه الله – في كتابه “مدارج السالكين” (٢٨٠/٣) :
” العِلم هو تَرِكة الأنبياء وتراثهم ، وأهُله عَصَبتهم وورَّاثهم ، وهو حياة القلوب ، ونور البصائر ، وشفاء الصدور ، ورياض العقول ، ولذَّة الأرواح ، وأُنس المستوحشين ، ودليل المتحيِّرين .
وهو الميزان الذي به توزن الأقوال والأعمال والأحوال “.
فالعلم أفضل مطلوب وطالبه
من أكمل الناس ميزاناً ورجحانا
وللعلم أهمية عظيمة عند الشعوب والمجتمعات ، فهو البوصلة التي تقود الجهلاء نحو النور : أيّ نور الحق ونور المعرفة ، ولا شيء في الدنيا يُساوي طلب العلم ومحاربة الجهل ، فكم من جاهلٍ رفعه العلم درجات ، وجعل له مكانة عظيمة بين الناس ، قال الشاعر أحمد شوقي:
عِزُّ الشّعوبِ بعلمٍ تستقلُّ به
يا ذلَّ شعبٍ عليهِ العلمُ قد هانا
وقال العلامة السعدي – رحمه الله – في “مجموع مؤلفاته” (١٣٢/٧) :
“العلم شجرة تثمر كل قول حسن , وعمل صالح, والجهل شجرة تثمر كل قول وعمل خبيث, وإذا كان العلم بهذا المثابة فينبغي للإنسان أن يحرص كل الحرص, ويجتهد في تحصيله, وأن يديم الاستعانة بالله في تحصيله, ويبدأ بالأهم فالأهم منه “.
وختاماً فإنَّ العلم النافع ينتفع به طالبه إذا أحسن النية في طلبه حال حياته وبعد موته ، فمن أوصل علماً أو بلَّغه أو نشره ، أو كان سبباً في إيصاله للغير ؛ فإن أجر ذلك يصله حتى بعد موته بمجرد أنّ الناس ينتفعون به .
🔘 نبضه:
من أجمل ما قيل عن أهمية طلب العلم والحث عليه قول الشاعر:
العلم يبني بيوتا لا عماد لها
والجهل يهدم بيت العز والكرم
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الرياض ٢٤ ربيع الأول ١٤٤٦هـ
٢٧ سبتمبر ٢٠٢٤م
مقالات سابقة للكاتب