لا نشك لحظة واحدة أن الله عز وجل هو المحيي المميت ، وهو وحده تعالى الذي يحيي الأنفس بعد موتها (موتةً صغرى أو كبرى)، وهي عقيدة راسخة لكل مسلم يعي ما يقول ويكتب ، لكنها الصنعة طغت على العنوان، والمقصود هنا هو ذكرهم والحديث عنهم.
تدفع الأرحام في كل لحظة بحياة جديدة يكتب الله لها ما يشاء من العمر ثم تأخذها المنية إلى حيث ينتهي كل حي في حياة برزخية إلى أن يشاء الله.
لكننا بالمناسبة – وهذا يكاد يكون ظاهرة – نحتفي احتفاءً غير طبيعي فعندما يموت آحاد الأشخاص، تنشر ذكرياته وأعماله وانجازاته إعلاناً وتزكية له ، وربما لو كان حياً لاعترض على كثير مما نقول ونكتب بوعي أو بدون وعي أحياناً.
مع انتشار وسائل التواصل تضخمت هذه الظاهرة بتدرج مسرحي وكأننا كنا في غيبوبة نحتاج معها إلى هزة عنيفة تذكرنا بحسنات بعضنا البعض والتي نبخل بها وبشدة على بعضنا ونحن أحياء نرزق.
دعونا ندعو لكل مسلم ومسلمة حياً وميتاً، نرجو للمحسن القبول وللمسيء العفو والغفران.
إننا نصدم وبشدة بموت عزيز (قريباً أو صديقاً) ، ونتأوه ألماً وحزناً على فراقه لكننا لا نلبث أن نسلو عنه وبمرور الأيام لا عين تدمع ولا قلب يتوجع ، ثم نعود كما كنا من قبل تفريطاً وإفراطاً إلا من رحم ربي. فهل نعي ونستدرك على أنفسنا قبل هدم الملذات وفراق الإخوة والأخوات؟
محمد سعيد الصحفي
محاضر بالكلية التقنية بجدة
مقالات سابقة للكاتب