انتصارنا على الهدر هو تغيير في سلوكنا اليومي ..
هل يمكننا أن نتخيل حياتنا ليوم واحد أو لساعات معدودة دون كهرباء ؟
الصورة تبدو بعيدة ؛ ولكن الواقع يؤكد أن استخدامنا للطاقة الكهربائية المتعاظمة باستمرار، سيجعلنا نواجه الانقطاع عاجلاً أم آجلاً . ولربما سيورطنا في مشكلات أكبر من خسارة الهواء والإنارة .
الكهرباء من أنظف أنواع الطاقة عموماً . والحصول عليها سهل للغاية .. مجرد ضغطة زر ، وقيمتها السعرية في المملكة قد تكون من الأقل في العالم . ولكن بدلاً من الحرص على هذه الطاقة لضمان استدامتها . هناك هدر خطير واستهتار في استهلاكها ، وكأننا لانأخذ في الحسبان ماقد نواجه لاحقاً إذا استمر استهلاكنا على المنوال نفسه .
استنادا إلى مصادر ( كفاءة الطاقة ) :
١- يبلغ معدّل هدر الطاقة الكهربائية سنوياً في المملكة نحو 45 ٪ من إجمالي الطاقة الكهربائية المستهلكة .
٢- يبلغ معدل فواتير الاستهلاك للمنزل سنوياً نحو 5000 ريال .
٣- أجهزة التكييف بمختلف أنواعها تستهلك أكثر من نصف الطاقة الكهربائية المنتجة في المملكة .
٤- واستنادا إلى الدراسات فإن الطاقة الكهربائية المهدورة في دول مجلس التعاون تبلغ 50 مليار دولار سنوياً وسيكلف هذا الهدر المملكة وحدها 36 مليار دولار سنوياً خلال العقد المقبل .
ومن الخسائر الأخرى الناجمة عن الهدر :
١-زيادة تكاليف الفاتورة لعموم مشتركي القطاع السكني بسبب زيادة الاستهلاك .
٢-صعوبة إيصال الخدمة لمشتركين جدد هم في أمس الحاجة إليها .
٣-زيادة في استهلاك الوقود مما يؤثر سلباً على البيئة مع زيادة انبعاث الغازات السامة نتيجة احتراق الوقود .
٤-تدني موثوقية الخدمة لاحتمال انقطاعها بسبب الإجهاد على المنظومة الكهربائية وزيادة الأحمال خاصة وقت الذروة .
٥-هدر كميات من الطاقة يمكن توفيرها والاستفادة منها .
– الحل بين أيدينا:
يمكن لتعقلنا في استهلاك الكهرباء أن يوفّر لنا الكثير ، ليس في المال فقط ، بل أيضاً في المتاعب والمخاطر المحتملة دون أن يتغير شيء في رفاهية حياتنا اليومية .
– كيفية التوفير بالإنارة ؟
١-إطفاء كافة المصابيح عند مغادرة المكان .
٢-إطفاء ما أمكن من المصابيح أثناء ساعات النهار والاعتماد على ضوء الشمس .
٣-طلي الجدران بألوان فاتحة تعكس الإنارة وبالتالي تضاعف كمية الضوء الموجود في المكان .
٤-اعتماد مصابيح إل إي دي (led) فقد كشفت حملة أرامكو السعودية لترشيد استهلاك الكهرباء أن استخدام مصابيح الترشيد من نوع led ، يستهلك من الطاقة نحو 20 ٪ فقط مما تستهلكه المصابيح المتوهجة ، ويُغني عن الحاجة لتوليد 20 ميغا من الكهرباء ، كما أن هذه المصابيح خالية من مادة الزئبق السامة وتقلل من انبعاث ثاني أكسيد الكربون بمقدار 20,000 طن متري .
٥- أجهزة تكييف الهواء :
– القيام بأعمال الفحص والصيانة بشكل دوري للتأكد من فاعلية وكفاءة عمل جهاز تكييف الهواء .
– تنظيف المرشح ( الفلتر ) مرة كل أسبوعين الأمر الذي يساعد في تدفق هواء أنظف وأبرد ويخفض استهلاك الكهرباء .
– إغلاق أي فتحات / فجوات حول وحدة التكييف لمنع أي تسرب للهواء مما يخفض بالتالي من معدل الاستهلاك .
– تركيب ستائر على النوافذ للتخفيف من دخول الحرارة الخارجية وتخفيض استهلاك الإنارة إلى أقصى قدر ممكن .
– تثبيت مفتاح التحكم في درجة حرارة وحدة التكييف على درجة لاتقل عن 25 مئوية .
٦- راقب النجوم :
هي بطاقة توعوية تمنح المستهلك طريقة سهلة وموثوقة للمقارنة بين الأجهزة الذكية التي يشتريها أو يستخدمها ، بناء على كفاءتها في استهلاك الطاقة الكهربائية . ويعبّر عن ذلك بعدد النجوم الموضحة على البطاقة . بحيث كلما زاد عددها زادت كفاءة الجهاز ، وقل استهلاكه للطاقة الكهربائية . وهي الآن موجودة على كافة الأجهزة الكهربائية التي تباع في المملكة ، حيث يصدرها المركز السعودي لكفاءة الطاقة ( كفاءة ) بالتعاون مع الهيئة السعودية للمواصفات والمقاييس والجودة . وقد أثبتت هذه البطاقة نجاحاً ملموساً في تخفيض استهلاك أجهزة التكييف من الطاقة الكهربائية نحو 30 ٪ ، عبر تطبيق معايير ومواصفات عالمية .
زينب الجغثمي
مقالات سابقة للكاتب