يُشكل متنزه العين الحارة “الكبريتية” بمحافظة الليث جنوب منطقة مكة المكرمة، أحد أهم وأبرز مواقع السياحة العلاجية والاستشفائية الجاذبة للفرص الاستثمارية الواعدة، لما يملكه من مقومات طبيعية تؤهله ليكون عنصرًا من عناصر الجذب السياحي سواء على المستوى المحلي أو الإقليمي.
ويقع متنزه “العين الحارة” بمركز غُميقةٌ شرق الليث بمسافة 20 كيلو مترًا، متربعًا على مساحة 49 ألف متر مربع، بارتفاع عن سطح البحر بمقدار 165 مترًا؛ ويتكون من 19 نبعًا للمياه الحارة الكبريتية الطبيعية التي تتراوح درجة حرارتها ما بين 80 إلى 85 درجة مئوية، كما يحوي المتنزه مسطحات خضراء بمساحة 20 ألف متر مربع ، وألعاب للأطفال ومظلات خشبية، إضافة إلى دورات وممرات خشبية للمشاة.
وأفاد رئيس بلدية غميقة المهندس عبدالله السيد، أن متنزه العين الحارة شهد أعمال تأهيل وتطوير وذلك بتوجيه من سمو مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة وتضمنت أعمال التأهيل تغطية أرضيات وجوانب المجرى بالأحجار الطبيعية، وإنشاء جلسات خشبية بمساحة 400 متر مربع، وغرف خشبية “سونا”، وإنشاء جدار حماية خرساني بطول 400 متر لحماية المتنزه من السيول، مشيرًا إلى أن المتنزه جاء جزءًا من المرحلة الأولى لمشروع الطريق السياحي بمنطقة مكة المكرمة الذي أطلقته هيئة تطوير المنطقة كإحدى الفرص الاستشارية الواعدة بالمنطقة ويربط محافظات الليث وميسان والطائف.
وأبان أنه وفقًا لخطة مشّروع الطريق السياحي بمنطقة مكة المكرمة فإنَّ المتنزه يعد وجهة سياحية بيئية علاجية تقدم علاجات تأهيلية فيزيائية، وخدمات تجميلية أخرى لفقدان الوزن، إضافة إلى تقديم خدمات الإقامة المتكاملة والندوات الطبية التدريبية، كما يضم المشروع قاعة متعددة الاستخدام ومناطق مفتوحة للجمهور، ونزلًا بيئية منفصلة مكملة للينابيع الحارة الكبريتية الطبيعية بالمتنزه.
يذكر أن “السياحة الاستشفائية” تُعد أحد أشكال السياحة التي تسهم بشكل كبير في دعم الاقتصاد للدول التي تسعى إلى تعزيز استثمارها وتنويع مصادرها للدخل الوطني؛ ما ينعكس إجابًا على الناتج المحلي الإجمالي، ويرتكز هذا النوع من السياحة على الاستفادة من الموارد الطبيعية التي تسهم في علاج العديد من الحالات الصحية المتعلقة بالجهاز الهيكلي والأمراض الجلدية، ويعد متنزه “العين الحارة” بالليث من أبرز المواقع السياحة التي تجمع ما بين الأنماط العلاجية المتعددة.