‏من تحبين أكثر ؟!

أنا امرأة عربية ولكن ليس لي مفاخر ومناقب لينتسب أبنائي إليّ بسببها؛ مفخرتي الوحيدة حبي لهم، روحي رقصت طربا بلعبهم وهم صغار؛ ارتفعت قامتي وهامتي عندما أثنى عليهم الناس وعلى تربيتهم ؛ سجدت لله شكرا عندما رأيتهم يتسابقون إلى طاعة بكت عيني من مرض أصابهم وبكت روحي من خذلان بعض الأيام لهم، عصر قلبي الحنين إليهم عندما سافروا للدراسة .

يكبر الأبناء ونبقى نراهم صغاراً أطفالاً يحتاجون دعواتنا رعايتنا حمايتنا ؛ توجيهاتنا بل وحتى مشاكساتهم وخلافاتهم فيما بينهم كإخوة تكون للفت أنظارنا، أنتجه شعور الغيرة فهي دائما تملي عليهم رغبة أريد رؤية حظوتي عند أبويّ أريد أن يخبرا العالم بما فيهم إخوتي بتميزي عندهما.

هذا الأمر كثيرا ما أوقعني في حيرة من أمري وفي سنوات التربية البدائية عندما كنت لا أتقن إلا أبجدية بسيطة جدا فيها.

وإلى اليوم تباغتني هذه الحيرة وهذا الاضطراب عندما أدعو لأحدهم على مرأى ومسمع منه وأجمع معه إخوته الباقين أو يكون الدعاء بصيغة الجمع … يقف أحدهم ليقول ولكني أنا من يختبر أنا من يعاني من مشكلة كذا … أنا … وأنا

فيكون جوابي أحبكم كلكم وأدعو لكم جميعا وأفكر بكم بدون تميز ؛ ويأتي سؤال من تحبين أكثر؟

هذا السؤال يضع قلبي أمام مرآة ثلاثية الأبعاد … يضعه تحت عدسة مجهر؛ فيكون جواب قلبي لقد رأيتهم قبل أن تراهم عينك فأيهم أحب ؟ فكرت في أسمائهم ونسجتها حلما وتخيلت نصيب كل واحد منهم من اسمه فأيهم أحب ؟

تذكر أسماءهم في حديث ما فتهفو روحك وينبض قلبك ويردد عقلك كل حرف من حروف أسمائهم متخيلة أن حروف أسمائهم هي زينة لتك الأبجدية ولو اختفت حروفهم منها فقدت رونقها جمالها بل وفقدت الأسماء روحها .

ثم تذكرت تلك الطفولة السرمدية التي تسكن تصورنا عن أبنائنا فتذكرت طفولتي السرمدية كلما حرقت وجنتي دمعة
تمنيت ظهور أمي ويدها بل وصدرها أرمي رأسي هناك فهل يبقى وقتها من الحزن والألم والهم شيء… مع مواقف الخذلان تذكرت أبي ويده وأنا أمسك بها وكانت تكفي نبرة صوته لتقول أنا هنا معك من يجرؤ على خدلانك أنت وإخوتك وأنا هنا …
ويعود السؤال ولكن من تحبين أكثر …؟
فأجبت إجابة تلك المرأة العربية الصغير حتى يكبر ؟ والمسافر حتى يعود … والمريض حتى يشفى
وليت السؤال كان بمن ينبض قلبك ومتى ؟ ليكون الجواب بكم جميعا فأنتم نبضه وحلم أيامي .
ومضة :
ركضت أقدامكم الصغيرة نحوي؛ اليوم كَبُرت فصار قلبي ونبضاته تركض خلفكم.

✍🏼 أمل عطية

مقالات سابقة للكاتب

تعليق واحد على “‏من تحبين أكثر ؟!

T

رائع جدا
من تحبين اكثر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *