يُحتفل باليوم العالمي للتراث السمعي والبصري في 27 أكتوبر من كل عام ، وهو مناسبة تُبرز أهمية الحفاظ على التراث السمعي والبصري كجزء من الهوية الثقافية للأمم. أُقرَّ هذا اليوم من قِبَل منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) في عام 2005، بهدف تعزيز الوعي العام حول ضرورة حفظ هذه المواد القيمة.
و تُعتبر المملكة العربية السعودية نموذجاً في رعاية التراث السمعي والبصري. من خلال دارة الملك عبدالعزيز، تُبذل جهود كبيرة لجمع، حفظ، وترميم هذه المواد. تتوسع الدارة في استحواذها على الأصول السمعية والبصرية من خلال الشراء والشراكات الثقافية، مما يساهم في إنشاء مجموعة غنية تعكس الثقافة السعودية.
وتقوم الدارة بترميم الأفلام والمواد السمعية والبصرية، وتوفيرها للباحثين والدراسين، مما يسهل الوصول إليها ويعزز من فرص الاستفادة منها. بالإضافة إلى ذلك، تُجري الدارة مقابلات شفوية مع كبار السن لتوثيق الذاكرة الجماعية، مما يضيف إلى رصيد التراث السمعي والبصري.
التحديات والفرص
رغم الجهود المبذولة، يواجه التراث السمعي والبصري تحديات عديدة، مثل تدهور المواد الأصلية، وفقدانها بسبب قلة الوعي بأهميتها. لذا، فإن تعزيز الثقافة العامة حول أهمية الحفاظ على هذا التراث يُعتبر ضرورياً. تُمثل التكنولوجيا الحديثة فرصة كبيرة للمساعدة في ترميم وحفظ هذه المواد، مما يجعلها متاحة لجمهور أوسع.
لذلك يُعد اليوم العالمي للتراث السمعي والبصري فرصة للتأمل في القيمة الكبيرة التي يحملها هذا النوع من التراث. من خلال تعزيز الوعي العام واتخاذ إجراءات فعّالة، يمكننا جميعاً المساهمة في الحفاظ على هذا التراث الغني وضمان استمراره للأجيال القادمة. إن التراث السمعي والبصري هو ذاكرة الشعوب، وفقدانه هو فقدان لهوية وثقافة كاملة .
كما تلعب مبادرة الشريك الأدبي متمثلة في المقاهي الأدبية دوراً مهماً في اليوم العالمي للتراث السمعي والبصري ، إذ يمكن أن تكون هذه المقاهي مساحة للاحتفاء بالتراث الثقافي وإحيائه .