في صباح يوم الجمعة استيقضت مبكرة على صوت العصافير ففتحت نافذتي واخذت اتأمل الصباح ونسماته العليله وقد تتسللت بعض خيوط الشمس ..
وانا استمع الى صوت العصافير وهي تغرد وتتجاذب اطراف الحديث بينها بلغة لا افهمها ..
اخذت اتجرع مزيدا من الاكسجين وعقلي يتأمل روعة السلوك الفطري لحياه الكثير من الطيور التي مازالت نابضة بالحياه ..
فعلا نحن البشر نتطور ونبتكر ولكننا ما نلبث ان نخرج عن الفطرة التي فطرنا الله عليها…
لقد لفت انتباهي منظر يكاد أن يلقن البشر درسا عظيما في فطرة الله في عبادة
عش يحوي عصفورين وبداخله فراخ صغيرة
دوما يتكرر علينا المنظر فليس بجديد ولكنني تاملت شيئا ما في ذلك المشهد..
إذ بالانثى تبقى داخل العش وترعى الصغار والذكر يسعى لاطعامهم..
وبالتبادل يجلس الذكر وتغدو الأنثى لاطعام الصغار…
أذهلني ذلك المنظر … اذن فالنفقة والشراكة في بناء الحياة الاسرية فطرة فطرها الله في الأرض على الكائنات الحية وهو جل وعلا من وضع لكل نواميس الكون نظاما فتبارك الله احسن الخالقين
النفقة أول كلمة تبادرت الى ذهني وأنا أشاهد ذلك المنظر ..
أيضا المشاركة بين الذكر والأنثى في الشراكة في توفير لقمة العيش للصغار
لنلقي نظرة على حياة البشر الآن
لقد تلاشت مفاهيم النفقة وتغيرت معالمها لدى الكثيرين ..
البعض يريدها موظفة حتى يزيح عن عاتقه مسؤليات النفقة ..
هنالك من يقرأ وقد ارتسمت على جبينه قوسين من التعجب.. ويخاطب نفسة : ربما أن الكاتبة تبالغ… لكنني لا أبالغ مطلقا.
في مجتمعنا اليوم من الفتيات من أجبرت على العمل لكي تنفق على نفسها وعلى أولادها.. وعلى زوجها … الذي للاسف قابع في البيت أو ينفق أمواله ويبذرها هنا وهناك..
في مجتمعنا .. قد نشأ الشاب يبحث عن موظفة ليس لغرض ثقافتها أو معاونتها له على مشقات الحياة … بل ببساطة يريدها موظفة حتى تنفق عليه ويخفي رغبته تحت شعار آخر وهو أنه يريدها موظفة حتى تنفق على نفسها
لنضع الف خط حول عبارة تنفق على نفسها…
وانت … ماذا تفعل ؟؟ ما واجبك؟؟ بأي وجة حق منحت القوامة إذن ؟!! ..
الجواب موجود في الكتاب والسنة والإجماع والمعقول. ففي القرآن الكريم قال الله ـ تعالى ـ :{الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض وبما أنفقوا من أموالهم} فدلت الآية على وجوب انفاق الزوج على زوجته، وأن إلزامه بهذا الواجب من أسباب جعل القوامة له عليها.
نسنتج من ذلك.. لاقوامة لمن لانفقة له!!
إذا كنت تنتظر من زوجتك أن تتكفل هي بمصاريف البيت ونفقتها ونفقة أولادها … فبماذا تستحق القوامة إذن ؟!! …
وكأنني أرى بعض من يقرأ الآن يقرأ ويقول في نفسة .. الكاتبة تشجع النساء على التمرد !
والبعض يقرأ وعلامات الاستفهام مازالت تحوم حوله لتشكل هاله من علامات الترقيم المتطايرة !!
لا ادعو للتمرد.. ولا اتحدث بماهو خيالي وغير موجود… ولااختلق القصص من وحي الخيال..
فقط أقول هذا هو الواقع للاسف .. لا نعمم ولا نقول بانها اصبحت ظاهرة ولكن نؤكد على أنها سلوكيات خاطئة ولكنها موجودة ويعاني منها سيدات فضلن السكون والرضوخ للأمر الواقع على المطالبه بحقهن في النفقة وهي في ذمة رجل مقتدر …
في مجتمعنا .. اختلفت المقاييس
البعض من شدة امانته لو اقترض مبلغ من المال من صاحبه لا يلبث أن يرده اليه مع كلمات تعبر عن شكرة وامتنانه ويخجل أن يماطله أو يؤخره ..
ولكنه في الآن نفسه قد يحتفظ ببطاقة الزوجة المصرفية في جيبه … ويصرف بلا حدود .. ولا خجل … ولا احساس بالمسؤلية ..
معتبرا انه صاحب حق في ذلك ..
لاقوامه من غير نفقة … هكذا أري ……
ولن اطيل او ادخل في تفاصيل دينية ولكن إليكم هذا الرابط للاستفادة
http://fiqh.islammessage.com/NewsDetails.aspx?id=4619
ليلى عبدالمحسن الشيخ
مقالات سابقة للكاتية
مراسيم العزاء … في المريخ !
مقالات سابقة للكاتب