🖋️العمر .. هو في حقيقته محصلة إنجازات لا عدد سنوات ..!!
يكفي دليلا على ذلك أن من استغل ليلة واحدة ( ليلة القدر) كانت خيرا له من ألف شهر .. !!
وإذا كان ذلك كل سنة يعيشها فكيف يمكن حساب عمره .. !!
إذا أعمارنا ليست بعدد سنواتنا المعدودة بل بعدد استغلالنا لها وخدماتنا وإنجازاتنا فيها.
يقوم عدد من الناس بأعمال جبارة تزيد من أعمارهم الحقيقية ( زمنا ) وفق حساب هذه المعادلة.
هناك جهود وأعمال وطرق في استغلال الإنسان لوقته وجهده وماله بحيث تنعكس على طبيعة معدل عمره الإنجازي الذي يترتب على حساب كمية العطاء له فيه.
إذا أعمارنا هي محصلة :
(مجمل الإنجازات + مجمل السنوات)
والمعنى هنا أنه ( كلما زاد معدل الأول .. زاد معدل الثاني أوتوماتيكيا ) والعكس صحيح .. بحيث يقل عدد سنوات الإنسان بقدر قلة محصلة خدماته وإنجازاته .. واستغلال وقته .. حيث قد يحيا شخص إلى عمر السبعين ( 70) عاما .. لكن ماقدم لنفسه وأسرته ومجتمته ووطنه (لم يكن شيئا مذكورا ) فهذا في حقيقة ينخصم من عمره بقدر ( الضياع) في وقته وماله وجهده.
ومن نماذج ما يزيد حقا في أعمارنا :
* عباداتنا الدائمة وإخلاصنا لربنا
* برنا بوالدينا أحياء وأمواتا
* بذلنا وخدماتنا للناس
( المشي في حاجة أخيك كمن اعتكف شهرا كاملا في مسجد رسول الله ).
تصور أنك تخدم الناس بشكل يومي كم من شهر أضيف إلى عمرك الطيب.
* صلتنا لأرحامنا
( حيث إن صلة الرحم تزيد في العمر ..
من أراد أن يبسط له في رزقه وينسىء له في أجله فليصل رحمه )
* إلى غير ذلك من الأعمال والخدمات الجليلة التي يكسب فيها الإنسان أجورا مضاعفه. كصيام عرفة وعاشوراء وغيرها من صالح الأعمال.
بعضنا قد يستغرب من عطاء الله لنوح عليه السلام عمرا يقارب أو يزيد على الألف عام .. وربما عاش بعضنا في ( عمر إنجازاته أكثر من نوح ) في حين أن بعضنا قد يقارب المائة عام وهو يحبو في عمره الزمني الإنجازي.
والحقيقة الكبرى أن هناك أناس مع أنهم أحياء هم في الحقيقة ( أموات غير أحياء وما يشعرون أيان يبعثون).
والحياة الحقة هي في الاستجابة لله ( استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم ).
وشتان بين من كان ميتا ( بضلاله ) ومن كان حيا ( بهدايته) .. لا يستوون.
والخلاصة ..
لا تسأل الإنسان كم عمرك؟ .. وإنما ماهي طبيعة وحصيلة إنجازاتك .. !!
هنا تكمن أعمارنا الحقيقية .
✍️ أ.د خالد الشريدة .. بريدة
مقالات سابقة للكاتب