إن من ملذات هذه الحياة السعادة والفرح “بالإنجاز” فإن ذلك من أعظم النعم والهبات التي ينعم الله عزوجل بها على عبده ويتفضل بها عليه {قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ} [يونس: 58].
وذلك لكونها لحظات قطف الثمار ..! إنها ثمار الجهود المتتالية والسعي الدؤوب نحو طريق النجاح وإدراك الأهداف :
فتّشتُ مابين اللّذائذ لم أجد
بعد العناءِ كـ لذّةِ الإنجازِ
فقد انتابتني مشاعر الفرح والسرور اثناء ذهابي لمعرض الرياض الدولي للكتاب لهذا العام 2024م وأنا بالقطار المتجه للعاصمة.
حيث وافق ذلك صدور كتابين لي من مطبوعات دار الإداوة للنشر والتوزيع وهما :
كتاب “ومضة قلم” و كتاب “ميلاد أنثى” ، وهي عبارة عن مجموعة مقالات كنت كتبتها خلال السنوات الماضية .
فلله الحمد والمنة على ما أغمرني به من فرحة بهذا الإنجاز المنتظر ، والذي أصبح فيه حلمي شيئاً ملموسًا على أرض الواقع.
يا مَن لهُ حلمٌ يعيشُ لأجلهِ
والدربُ صَعبٌ والنهايةُ تُقْلِقُ
أَوْكِل أموركَ للذي رفعَ السما
ولِمن بهِ كُلّ الرجاءِ يُعلّقُ
ودَعِ الغيوبَ لِلُطفهِ فلرُبّما
تُمسي وتُصبحُ والرّجاءُ مُحقّقُ
وإن من الوسائل المعينة على تحقيق الطموح والأهداف لتكون إنجازًا واقعياً بعد الاستعانة بالله سبحانه وسؤاله التوفيق مايلي:
– الإقدام بكل شجاعة وترك التأجيل والتسويف، ومباشرة العمل دون مزيد من الانتظار أو التردد أو الخوف.
– تحديد أهداف واقعية ومعقولة يمكن بلوغها – بإذن الله وتوفيقه – .
– بذل الجهد والأخذ بالأسباب لتحقيقها ؛ فالطريق إلى النجاح لن يكون سهلاً ، وحجم المشقة يزداد بقدر عظمة المطلوب.
– تحمل المسؤولية والتعامل بانضباط والتزام ، وكثير من الواقعية ، بعيدًا عن موضوع الشغف أو الحاجة إلى المحفزات.
– القيام بالعمل المنوط بالمرء ولو كان يكره ، فيجاهد نفسه ويضغط عليها للإنجاز دون إيذاء لها بالطبع ؛ فالنعم لا تُدرك بالنعم، ومن آثر الراحة فاته النجاح الحقيقي.
وحينما نعيش حياتنا نُصارع لتحقيق ما نريد من أحلام وأهداف ، نعتقد أحيانًا أن الحلم بعيد المنال ، ولكن مع الإصرار والدعاء والعمل الجاد ، يصبح المستحيل واقعًا.
فإن كل حلم هو بداية لقصة ، وكل خطوة نخطوها تقربنا من تلك القصة التي نرسمها لأنفسنا.
وفي الختام ، يجب لكل شخص أن يكون لديه عزم وإرادة ينطلق منها لتحقيق أهدافه وطموحاته المستقبلية ، وإن الفشل ليس طريق النهاية بل قد يكون بداية جديدة للسعي نحو طريق النجاح ، لذلك يجب على الإنسان دوماً أن يحاول دون كلل أو ملل لبلوغ أهدافه والحصول على مكانة علمية في دينه وثقافية في مجتمعه وهذا هو الإنجاز الحقيقي .
🔘 ومضة:
فرحة الإنجاز لا تعادلها فرحة في الحياة تصنعها طموحات لامعة عانقت سلم النجاح لتصل إلى أهدافها وتمتزج فرحة الإنجاز بإخلاص العمل والعطاء .. ليصبح للتكريم معنى عظيم .. وللحصاد طعم مختلف .
منى بنت سعود الشعلان
مقالات سابقة للكاتب