صلبة أنا حين تجتاحني تلك العاصفة، فتعود حاسرة دون كسري.
زخات الماء تنخر صلابتي فلا تعرف.
تعجز الأمواج عن نحت وجه سرمدي لشخصية معتّقة.
فقط كلمة واحدة تبعثر تلك الصلابة، وتجمعها، ثم تلقيها نبضات متناغمة مع آمال وأحلام… خبرت أمي عنها.
فلزمت سجادتها تدعو، واحتالت، فباعت خاتمها النحاسي لتجلب لي حجابا يحفظني كلما حققت حلما.
وكلما كبرت خفت من مصارحة أمي بأن تحقيق الأحلام مرهق…
فكل حلم يبعثر مني قطعة في اتجاه ما… ثم يعيد جمعها، ولكن يجيد تبديل الأماكن حتى ما عدت أعرف نفسي…
ومن حلم وحلم نسج رداء الصلابة، فأجدت ارتداءه… صديقتي صفقت تحيي ردائي… والنية تقول سيري في طريق الغرور.
وأخرى أوّلت الرداء باختلال عقلي…
وثالثة قالت إنه رداء يجعلني أمثل دور البلاهة.
وأنت رأيت صلابتي عمقا لا يدركه إلا الشعراء، وينشدون قصائد عن سفينة تقودها امرأة تخيط من نبضات قلبها أشرعة…
امرأة مرفهة القرار والاختيار… زجاجة عطر فارغة تهدى لها في الأعياد… فتسكب فيها من رحيق صلابتها، أو قلبها.
في ساعة ما تبحث عن صفحة من كتاب طوتها ووضعت خطا تحت اسم من علمها الحلم… فغفت.
ومضة
عندما قلت لي: أنت صلبة، نسيت أن أسألك: هل هذا مدح أم ذم؟
بقلم أمل أحمد عطية
مقالات سابقة للكاتب