يا من يجتمع فيك حيلة المستضعفين وجبروت السلاطين وكيد الخائنين .. لا أعرف أحداً سواك ، فأنا في وسط الحضور ويملأني الغياب ..
قل لي ما الحل ؟ .. مسرحنا يملأه الهذيان ..
قل لي مالحل ؟ .. فأفواهنا تغنت بالكتمان ..
فالمسرح يزخر بالبشر والمعتقدات والأفكار ( داعشي _ لاجىء _ الحرية _ المرآة _ المغترب الفقير _ كاتب المسرحية )
” أيها القلم ” أسدل الستار وتنزه بعقول البعض ، قم بسبر أغوار البعض الآخر ، أنطق صمتهم ، أخبرنا بم يتمتمون !؟ بماذا سينطقون ؟
داعشي : يحق لكم أن تقولوا عني ما تشاؤون : مذنب ، جاهل ، مرتد ، فمن حقكم التعبير عن ما يختلج صدوركم .. وأنا أقر بكل ذلك ، ولكن لوهلة كن أنت أنا و سَلْ نفسك ؟ .. كيف غرر بي المضللون ؟ كيف سقطت في أيدي المرتدين ؟
بلغت العشرين ولم أعرف سوى الصلاة والصوم , وكتيب واحد يجمع الدين كله في شتى المراحل ، خلاصته لا تقاتل المشركين ، وطاعة عمياء إلى أبد الآبدين .
بلغت العشرين و لم أسمع عن النفير ، عن الولاء والبراء وقتال المحتلين ودحض الأعداء ، كلمات تزلزل العقل قبل البدن .
ترحموا على عقول أبنائكم قبل أن تترحموا علي ، فالداعشية ليست بالدين فقط بل بالفكر ، بالمظهر بالتقليد الأزلي ، يقال :
( البطون إذَا جاعت تأكل الجيف ، والعقول إذَا جاعت تتغذى على عفونة الأفكار )
لاجىء : أنا غريق في حدود الإغريق , أنا تائه في منتصف الطريق ، ” اجتمع فيّ زفير الشهيد وابتسامة العيد ” ..
حلم طفلي أن يحلم ، وحلم أمي أن لا تلطم ، وحلمي أن تتحقق أحلامهم .. ورغم كل هذا أنا على يقين أن هنالك رب يخبىء لنا الأفضل ..
كيف كنت سأدرك معنى الفرحة ، اذا لم أجرب خيبة الحزن ، الإزدواجية مطلب للإدراك أحياناً “تشرشل”.
الحرية : للأسف حريتكم أيها الحضور هي التبعية العمياء في السياسة ، في العرف ، حتى في التفكير ، كل هذه الأمور لها نفس المنظور عند الجميع ، التبعية العمياء استحوذت على العقول بإرادة أو بغير إرادة , حريتكم ” طائر لا يطير “
تعريفي للحرية : (هو أن ترسم لنفسك قيوداً ، وأنت وحدك من تستطيع فك تلك القيود ) .
المرآة : ليتني أستطيع أن أعكس بواطن الناس …..
المغترب الفقير: من يريد إثبات قوته وشدة بأسه يتسلط علي ويسلبني حقي ، من يريد أن يعالج نقص في نفسه ينهرني ويصرخ بوجهي ، من يريد أن “يتصدق” يعطيني ولكن في العلن ، فتغدو خبيئته هي خطيئته ، يحق لي القول :
“من عاشركم كره دينكم , ومن عرف دينكم عاشر غيركم “
كاتب المسرحية : كل ما أعرفه هو أني لا أعرف شيئاً ” سقراط ” .
وكل ما أتمناه هو أن أمسك تلك الأقلام الخشبية قبل موتي بدقائق ، وأبدأ برسم نفس الرسمة التي رسمتها في الصف الأول ، ولكن بمنظور روحاني ” أمواج تتلاطم ( الكوثر ) ، وشمس باسمة ، وطائر السنونو يحلق ، وقارب ضخم ( رؤية الله والتمتع بنعيمه ) ، وشجرة ضخمة في ركن الورقة (( قطوفها دانية )) ، لتصبح هذه الرسمة هي يقطينتي في الآخرة .
مشهور عبدالعزيز الصحفي
مقالات سابقة للكاتب