لا يكاد يلتئم شمل اثنين من شباب ديرتي إلا وكان هموم وشجون التطوير لهما ثالثاً.. لا غرابة في ذلك فقيمة الإنسان بقدر ما يساهم به من رأي وفكر.
مرت علينا مشاريع عدة، الاجتماعي منها والرياضي والثقافي وكنا في مقدمة الصفوف في كل المشاركات التي مضت ، ولكن المشكلة أننا لا نستمر على نفس المستوى وسرعان ما يذبل الحماس وتنطفئ جذوته ويصبح أثراً بعد عين! ونعود للمربع الأول، ونخسر وقتاً وجهداً بذل!
ترى أين الخلل؟
دعونا نبحر قليلاُ مع العلة الأزلية التي تصيب الكثيرين منا (إلا ما رحم ربك وقليل ماهم) وهي النفس القصير في التعامل مع المشاريع ، ونفاذ وقود الصبر قبل استواء المشروع على سوقه ! سأتحدث عن أحدث مشروعين بغران تهدف لتقديم الخدمات لأهل الديرة ففي مساء البارحة (الخميس 28-8-1435هـ) فرحنا أشد الفرح بافتتاح مقر مركز السد بحي المقر ، فالعمل الجماعي والتعاون الايجابي أثمرا عن إنشاء هذا الصرح العامر ليكون متنفساً لأهل الحي ومكاناً للقاءاتهم ، وقبل ذلك سررنا بافتتاح مركز الأحياء بغران بالمخطط وأرجو أن لا يكون مصيرهما كنادي غران الرياضي الذي أصبح أطلالاً وذكريات ليس إلا..
وفي هذه المناسبة أدعو الجميع إلى ما يلي :
الاحتساب وإصلاح النية لله عز وجل في تقديم الخدمات للناس ، وأن لا ننتظر من أحد جزاءً ولا شكوراً.
لن تستطيع أن ترضي الجميع ، وإن كنت تبحث عن ذلك فنصيحتي لك أن تجلس في بيتك، وأسرتك أولى بك ،فتريح وتستريح ، لأن (رضا الناس غاية لا تدرك ، ورضا الله سبحانه وتعالى غاية لا تترك).
لا تزيد فترة من يتولى إدارة وقيادة المشروع عن أربع سنوات ، وفي حال التجديد لمرة واحدة فقط ولمدة سنتين ، لأن فترة الأربع سنوات كافية جداً(في رأيي) ليعطي الشخص كل ما عنده لأنه بعد ذلك يبدأ يكرر نفسه وينفض الناس من حوله ، ويبدأ التحزب (إن لم يكن قد بدأ أصلا!) في إطلالة غير محببة تعرقل كل من يريد النهوض والاستمرار.
يجدد نصف أعضاء مجلس الإدارة في المرة الأولى حتى تتوافر الخبرة ولا نضطر إلى البداية من الصفر، وهكذا مع بداية كل فترة دورية يجدد للنصف فقط ، وبهذه الطريقة نضمن كذلك إعداد صف جديد من القياديين والمؤهلين في سلسلة متوازنة لا تنقطع بإذن الله عز وجل.
العمل المؤسسي بمعنى أن يكون هناك عمل إداري منظم ومنهج عمل،لا يرتبط وجودا وعدما بشخص معين أو مجموعة من الأشخاص حيث يبقى المشروع ثابتاً بشخصية معنوية مستقلة ، وهذا لا يتأتى إلا بوجود نظام إداري محترف يراعي التطبيق الممكن لوظائف الإدارة من تخطيط وتنظيم وتوجيه وقيادة.
الاجتهاد بشكل مستمر في توفير إيرادات مالية ثابتة تمكن المشروع من الاستمرار فالمال هو عصب الحياة بدونه سيخر المشروع على أم رأسه وينقطع نفسه ويأخذ دوره في الاصطفاف وأخذ مكانه في ذاكرة التاريخ!
إن “التغيير هو الحدث الذي لا يتغير (لو بقيت لغيرك ما وصلت إليك) وحقيقة ثابتة لأي مشروع مهما علا ولأي وظيفة مهما دنت ، والتغيير سمة إيجابية ، والتدوير مدرسة حياة ، لها نجاحات لا تنكر ، و بالتغيير يُذّكر الغافل ، ويتحمسّ الفاتر ، ويتعظ ذو القلب الحي” .
لابد لنا أن نؤمن إيمانا راسخاً بحتمية التغيير، وأن المداولة سنة تجدد الحياة وتمنحها مزيداً من التألق.
في الختام أرجو من كل أحد يطلع على هذه السطور المتواضعة أن لا يكتفي بالمشاهدة فقط ، امسك بالقلم وضع ما تعتقد أنه صحيح وأضف ما ترى أنه إضافة ، ربما نجد من بين الآراء والأفكار ما ينير الطريق ويضفي عليه مزيداً من التحسين والتطوير ، وزاداً إلى حين.
وكل عام وأنتم بخير،،،،،،
أبوعمر محمد بن سعيد الصحفي
مقالات سابقة للكاتب :
أمن أجل الدرجة وصلنا لهذه الدرجة ؟!
سياط التغيير!
الساعة 11 … لا أحد يتأخر!!
التدجين وتمزيق الكتب !
مقالات سابقة للكاتب