كنت بجانبه ، فساق لي قلماً يكتب وحرفاً يصرخ وهدفاً يجمح وقدم لي كومة من مفاتيح حسبتُ أن ليس لها أبواب .
كان يوماً في طريقه يقتات من بوح الكلمات أجزلها وكان ينتقي من الضحكات أنقاها
تبسم يومها وقال لكِ ذروة سنام الإخلاص في صدقك مع الله ولَك عمود البيان إن أترفتي في اقتناء آيات القرآن ليكن نور بصيرتك إذا أبصرتِ وصدق حقيقتك إن أمعنتي النظر ،
لم يكن يومها أعي ما يقول بكل معان يمكن أن تترجم ولكن لدي قناعة تامة أن ما قاله سطور لا يمكن تجاهلها أو المرور عليها دون تكرار أو تقصي معانيها بوعي جامح نحو ما تلملمه من صياغة عبارات التحذير ومن الإقتراب إلى ساحة التجاوزات كنت محجمة إلى حد التردد .
ساق لي الفضائل لأختار ما يناسبني واقتاد لي الأساليب ليقنعني أن لا أتجاوز حد الفضيلة ولا أستعين بصوت اللامبالاة مهما يكن من تهميش الآخرين لما أجد .
إحترام القدوة واجب وإحترام العقول واجب اقتناء أساليب الحديث واجب ،
أما استعطاف الآخرين من أجل هدف ! غير مقبول وليس بواجب .
تقليل مستوى العطاء إن لم يكن يلامس الحقيقة تحتاجين فيها نظر وتصلين إلى حد الامقبول حتى من الآخرين .
ارتفاع مستوى الأبصار إلى ما يكره الآخرين ، النظر فيه قمة في التجني .
سقوط أوراق شجرة الإنصاف حكمة تحتاجين فيها نظر وسقوط القدوة إن كنت أنت تحتاجين فيها نظر .
تجاوز الرغبة في تعديل الآخرين سلوك إنساني مرغوب وإن جانبكِ الآخرين صوابه.
قال لي أبي يوماً ..
لا تستبيحي النظر إلى ما حرّم الله تفقدين بصيرتك ولا تسترسلي في انتقاد الآخرين يبغضونك ولا تحتكمين إلى جاهل فيصف معك دون تبرير من عقل ودون إنصاف لجهل .
دائماً لا تتخدين قرار وأنتِ معتلة المزاج وابني قرارك على معرفة واضحة ورأي ثابت ومبدأ مقنع
اختاري من الخير أبره ومن الشر أقله .
حددي مسار قبول الآخرين لكِ وحددي مسار رفضك قبول الاخرين ليكن لديك وضوح في الرأي وإنصاف للعقل .
قال لي يوماً أبي ..
إن فكرتِ في أمر وكان نهجه واضحاً لا يخالف المبادئ التي تعتنقينها فلا تخبري فيها الامحب ولا تستجدي مطلب لك من أحد دون أن تستوفين فيه مايجب عليك ومايجب على الآخرين عمله جراء ذلك .
قال لي يوماً أبي ..
لا تمتعضي من نصح ولا تكتئبي من عجز ، خوض المهمات لا يحتاج قلب بارد وإنسحاب دون مبرر .
اقتحمي بصبر وحاجي بفهم وإصبري لتستمعي أولاً ولا تحدثي نفسك إلا بما يمكن أن يكون رداً وليس حرب فصال لمن يجادل أكثر ويأخذ بالحجة أعلى ويرتب المعاني أفصح ليكن قوة في فهمك أعلى ومفهوم حجتك أوضح واحتواء الموضوع أوسع يكون لك الدراية أكبر خذي محتوى ولا تأخذي قشرته .
قال لي يوماً أبي..
اجعلي النور يضئ حياتك واجعلي الارادة تسبقك إلى مهمتك ،
الفتور يعني الفشل المقنع .
قال لي يوماً أبي.. أين أوراقكِ ؟
إن لم تسجلي محتوى العمل بجنون لن تصلي إلى العقل المضمون في اختصار مهماتك .
قال لي يوماً أبي .. كل الطرق مفاتيحها بيدك ، أشرت لكِ عليها فلا تتوقفي في البحث عن مفتاح ينسيك ما تريدين من وراء ذلك الباب .
مقالات سابقة للكاتب