قلي وما عليك ..

دائماً يكون لنا رأي في كل شيء ، ولكن الحقيقة قد لا يقبلها كل أحد أن أفصحت عن مكنون نفسك ، تجرعت مرارة الحرمان عن تقدير ذاتك ، أو أتجاهل ما قد أعددته لنفسك من قدر قد لا يبلغ الاخرين مداه ، ليس إقلال في حق أحد أو تكريم لأحد على حساب أحد .

ولكن الانصاف يحتاج من يقيم الأمر وقفه قويه لتحق الحق حتى من نفسك على الاخرين ، أنا بذلك لا أكون ألا تجاهلت ألانا التي تستوقف كل إنسان لتعبر عن حقها في كل ما لذا الاخرين من حق أو تقدير. 

قلي بالله عليك .. أنت أم ذاك الانسان الذي يطرح مالديه من خبرات ليسقي نبتة يانعة قد أفاقت على خرافات متنوعة ، فأقسم أن يعيش في ظل ظليل وزهر بديع وعبق يحترم وجوده .

قلي بالله عليك .. أنت أم طفل العشر سنوات والذي يحترم المؤذن فلا يراوغ بأي حجة واهية أو نوم مصطنع أو كسل مسترسل أو تغافل ينم عن ضعف إيماني أو تبديل وجداني لمفاهيم ليس لها معنى في الدين ، غير أننا قد سقط بأيدينا حتى افترى وسائل الاتصال الشخصية بأشكاله ومعلوماته فغير كل قيم نؤمن بها بمفاهيم مغلوطة ومعلومات منمّقة فضاع القدوة بين شد وجذب .

أنت أم هو الذي يجلس عله يحفظ ما يثريه ويساعده على حفظ الآيات بلغة غير لغته ، فينبلج من وراء ذاك إنسان يحفظ ما يجب عليه من حقوق عامة وخاصة يرويه بما شرب من المعرفه غير هذا وكأنه لم يعلم شيئ غير التشدد في الدين وتجميد أفكاره على ما عرف وعلم من إيمانه الذي ورثه وليس إيمانه الذي في كتاب الله وسنته ، نسي الجميع أن لسان الطفل يبنى بالكلمات والآيات وهي كفيلة بالإثراء اللغوي والمنطقي وأساليب الحوار المنظم ، وأن الذي يحفظه صحيح قبل السابعة ثروه سيخدم ذلك الطفل فيما بعد وتبني له شخصية مميزة .

قلي بالله عليك .. كم تراك تحترم نفسك إن نظرت إليها وقد تحقق بها سبل النجاح الذي تريده أم تراه وهم نختبئ من وراءه ؟! .. ليس المقصود طبعا أحد بعينه ولكن للاسف أصبح في العامة جمهور من الذين اكتمل عندهم الحديث ورضي عنهم المارة ومد لهم سقاء من أوعية غير مملوكة إلا لصناديق فارغة وأناس معترفين بقدرات منسوبة إلى غيرهم ، في معترك الحياة أن يكون لك وزن خاص وعالم خاص وجمال خاص يعترف به من قدم بين يديه إسماً وينتهج من سمعه عالماً ويسعد بمن يكتحل بوجوده مثقفاً… فقد برع نفر في التصنيف وسرق بعضهم التأليف واستباح بعظهم كلام العامة وسرق إبريق علاء الدين لينال الرضى ويعتمد القبول له .

قلي بالله عليك .. الحاج الذي أتى وطاف وسعى أليس له من عمره نصيب وقد جمع جل ماله وسعى بأصدق الدعاء لله أن يتقبله بقبول حسن ، أليس له حق عند أي أحد في بلدنا هذه ، أن لا نزاحمه ما سعى له وهو محرم ، حيث سعينا بكل قوه أن نجتاز التحدي ونحصل على تصريح لموسم الحج كل عام .. يقول بكل تبجح (من حقي يا أخي ) . مانوع الحق الذي تنشده وأنت قد أسقطت الفريضة أمام من لم يحج في عمره سنة – فلتتقي الله – لك أن علمت أن المكان لا يحتاجك بل يحتاج حاجاً آخر وصل له القبول من خالقه فيتقبله ونقوم نحن بواجبنا كعادة بلادنا الغالية ولا نتلاعب في الوصول مرافقاً لبعثة الحج كما نرى .

قلي بالله عليك .. من كلفك أن تتبنى قبول فلان أو رفضه في مجاله بصفة خاصة ، ألم يمد لك يد بالولاء والطاعة أم تراه جانب الصواب عندما فكر بحقه أن تتبناه بجرأة لمكانته وليس لقدرته ، أم أن التوصية التي بلغتك عنه كانت كافية ليصبح على ما يرام ، أما التي يستحقها عن جدارة كان فاشلاً عندك بكل المقاييس ، والاخر الذي كان لسان حاله يقول لك أقبل صفة وجودي بشكل يناسبني وليس يناسبك أنت  ، خصص لي مقياس يقيمني أيها الكريم .

قلي بالله عليك .. ما واجبك تجاه وطنك ؟! .. سمعنا بذاك السؤال من قبل فهل فكرت مرة كيف يمكن أن تجيب عليه إجابة واضحة وتتسم بالقبول من داخل نفسك قبل أن يقبلها الاخرين ، كلنا وطن حفظه الله لنا على خير ما نحتاجه ويحتاجنا نسعد بحقوقنا ويسعد ببنيه المبادرين .

آمال الضويمر

مقالات سابقة للكاتب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *