من الباقيات الصالحات : العمل الجليل الذي يؤرخ لمنشط إنساني منذ كان ( جنينا ) في رحم الفكرة ، تنتظره الأيام ، ورغائب المستنيرين ، ونداءات ( حي على الفلاح ) ..
لم تربح محافظة خليص بمثل هذه المكرمة – رغم كل الهبات التي قدمها الوطنيون من أبنائها – ذلك أن التاريخ قد غيب – بتشديد الياء وفتحها – فترة زمنية مفصلية من سرديات النهضة التي أسست لهذا الواقع المعاش ، وجعلت محافظة خليص في المقاعد الأمامية تزاحم مثيلاتها على مخرجات التعليم على كافة الأصعدة والمستويات .
هذه المكرمة هي الكتاب المرفق أدناه “دليل التعليم بمحافظة خليص = واقع وإحصائيات في الفترة ( من ١٣٧٢ إلى ١٤٢٥ ) هجري “وتبقى أهمية الكتاب ناقصة حتى تتصفح أبوابه وفصوله ؛ فيدهشك هذا الجهد المكرس لجمع شتات المحتوى ، و إلحام الموضوعات ببعضها ، وانتشال المعلومة من أعماق الماضي وسقف الذاكرة ، ومرويات التاريخ الشفهي .
في الصفحة ( ١٤ ) وتحت عنوان “رواد التعليم بخليص ” أسعدني أن خالي = الشيخ حسن كان صاحب ( رؤية ) في أهمية التعليم منذ البدايات ، وأن مالحق من موافقته على الدراسة بالخارج كان مؤسسا على سابق استنارة ووعي بمتطلبات المرحلة .
يقول الباحث – بتصرف – كان من أوائل من تتلمذ في ( معليمة ) عبدالله بن مبارك بن محمد الفقيه الصبحي : محمد بن حسن الشيخ وعبد القادر حسن الشيخ .
كما أنه أعادني ، أو عاد بي للذاكرة لتجربتي الأولى في الإدارة المدرسية وقد تاهت في فواصل الرحلة ، وتنقلات المرحلة ، واختطفها النسيان ، ولم تحضر لي واقعا محسوسا حتى شاهدتها على مسرح التاريخ =
العام طلاب معلمون
١٣٩٥ ٢٥٤ ١٥
١٣٩٦ ٢٦٠ ١٨
شكراً لمن أهدى لمحافظة خليص هذا الأثر الذي يتوج مسيرتها ، ويحفظ لأبنائها حق الملكية لهذا الإرث .
شكراً الأستاذعبد الرحيم بن مساعد المغربي ( مدير مركز الإشراف التربوي بمحافظة خليص ) لهذا العطاء الذي سيحتفظ به التاريخ على أنك الأول في الاستثمار المعرفي ، و شهادات المنصفين ، شكراً لكل الذين أعانوا وتعاونوا وأسهموا في إخراج هذا الدليل من مدراء ومعلمين وطلاب ، شكراً خاصا للشيخ أحمد بن صالح الأنصاري على دعمه السخي المعنوي والمادي .
شكراً لكل أولئك الرجال الذين كانوا أهم ركائز النقلة التنويرية التي حظيت بها المحافظة في حقبة زمنية قصيرة ..
محمد علي الشيخ

مقالات سابقة للكاتب