خليص والتاريخ المنسي (3)

قراءة في الذاكرة 

نعلم أن احتجاحنا على الوقوف على عتبة تاريخ خليص كمحطة في طريق الهجرة ؛ قد يثير بعض التحفظات للقارئ المتعجل الذي لا يفطن للسياق الذي وردت فيه .

ولا نحتاج لتبرير رأينا وتثبيته ؛ وما نحن بجاهلين شرف المرور المقدس الذي شاء الله أن يكون ، ولم تأت به الصدف .

نحن نستحسنه ؛ بل نرى ضرورته في مطلع السياق كإسم الله أول المخطوط ، وبداية للكاتب والخطيب – كافتتاحية تقود السرد حتى الكمال ؛ وليس كالأطلال ينشغل بها الشاعر الجاهلي ؛ فينظمها قصيدة ، ويبيعها في سوق عكاظ .

نحن نؤمن بحسن النوايا ؛ لكننا لا نقر اختزال تاريخ خليص ، ولا تعليبه في محفوظة على رفوف القول وخزائن الكتابة .

كما أن البعض قد يعتبر مقولة : ( خليص مغربية ) مصادرة لسكان خليص من القبائل الأخرى ؛ لكنها لا تفهم على هذا المنوال ، ولا تستقيم عقلا في القراءة المتأنية ؛ ثم أن النصوص لا تحاكم بمفردة شاردة حمالة أوجه .

هي شكلا من أشكال المقاربة لتوصيف الحالة ، واستدراج المعنى ؛ وما يضير جده إن قلت ( حجازية ) !!! ولا زالت حارة المغاربة عالقة في ذاكرتنا كعنوان لخليص ، ومصلى للجمع والأعياد ، ومحطة لقوافل الباعة رغم مرور أكثر من نصف قرن .

ويحظى خليص بعناية في المصادر التاريخية . وهو مدين بهذا الذكر لموقعه ، وغناه بالماء والزرع . ولعل أول من لفت الأنظار إليها الدكتور مبارك محمد المعبدي . وهي مصادر مشاعة ومتوفرة ، يمكن أن يستأنس بها أي كاتب مباشرة دون الإشارة لمن سبقه بالرجوع إليها .

وقد شاركت أنا – محمد علي الشيخ – بمعية الأستاذ / أحمد حميد الصحفي ، والأستاذ / محمد علي المرامحي في بحث بعنوان ( المحافظة في المصادر التاريخية ) نشر في كتاب ( محافظة خليص – دراسة تاريخية في التراث الحضاري والاجتماعي ) جمع وإعداد اللجنة الثقافية في محافظة خليص . الطبعة الأولى ١٤٢٢ هجرية – ص ٣٩ – ٥٧

ويفرق الباحثون بين المصادر والمراجع ” فكلاهما مواد مرجعية لكنهما يختلفان في طبيعتهما و أهميتهما ؛ فالمصادر هي الأصول التي تم استخلاص المعلومات منها : سواء كانت نصوص مكتوبة ، وثائق تاريخية ، أو حتى شهادات شفهية .

أما المراجع فهي مواد ثانوية تستند إلى المصادر ، وقد تكون شروحات أو تحليلات أو مقارنات بينها ” ولم أرى داعي لكتابة مسرد بالمصادر والمراجع التي تعني بخليص المحافظة ؛ لكنني أحيلك إلى كتاب : سيرة حياة الشيخ حسن بن عبدالصمد الشيخ – ج١ – ط١ ( ١٤١٩ – ١٩٩٨ ) ص ١٦٧ – ١٧٣

ولا تفوتني الإشارة إلى كتاب : اتحاف المهج بذكر أخبار وادي أمج ( خليص ) تأليف / فهد بن معيوف الصحفي – ط١ ( ١٤٤٥ ) هجرية وهو متوفر في صيغة PDF …

 

محمد علي الشيخ

مقالات سابقة للكاتب

تعليق واحد على “خليص والتاريخ المنسي (3)

ابومعاذ

لايمكن اختزال مسمى خليص والذي يسمي قديما بأمج بحارة المغاربة
فالحارة تعني تجمع لمجموعة من جنس واحد في مكان واحد جعلوه مكان لإقامتهم وسكنهم
فوادي خليص تسكنه قبائل عدة من قبيلة حرب وكان شيخهم حسب المصادر التاريخية هو بن عسم
ولكن المتأمل للمنطقة وماحولها يجد ان هناك أسماء لمواقع بقيت وظلت كماهي لم تتغير مسمياتها منذ بعثة النبي محمد صل الله عليه وسلم وحتى عصرنا الحاضر فموضع غران وقديد وعسفان هذه مواقع ومسميات ذكرتها المصادر التاريخية أنها كانت من قبل البعثة النبوية ولازالت اما موضع خليص التاريخي وان كان قديماً ولكنه ليس بقدم المواضع التاريخية الأخرى كغران وقديد وعسفان
فهو قد ذكرت المصادر التاريخية انه كان يسمى بأمج وقد أورد اسم خليص الرحالة المؤرخ ياقوت الحموي والذي عاش في القرن السادس الهجري
وهذا لا يقلل من أهمية المواقع والتي قد تتحول مسمياتها عبر القرون والازمان وحياة البشر
فقد كانت المدينة تسمى يثرب وطيبة وطابة والعبرة بعمارة الإنسان للإرض وعبادة رب السموات والأرض وان تعددت اعراق الناس فقد قال سبحانه وتعالى
(وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا ان أكرمكم عند الله اتقاكم)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *