قلبٌ معطاء

🖋️القلب المعطاء هو الذي يشعر بالسعادة عندما يُسعد الآخرين فبقدر منحه وعطاءه تزداد بهجته وأنسه، فتجد الابتسامة والطُّمَأْنينة والمحبة تغمره، ومثلما يعود النهر إلى البحر، يعود عطاؤه إليه، قال تعالى: ﴿وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللَّهِ هُوَ خَيْرًا وَأَعْظَمَ أَجْرًا﴾

‏ولتكن روحك معطاءة، تبث النور رغم الأحزان، فالعطاء بلسم للقلوب، يخفف الألم ويزرع الأمل في كل زمان ومكان، وهو سلوك ينبع من القلب ويحمل قيمة إنسانية عالية.

‏وما أجمل أن يكون العطاء سبيلاً لنسيان الوجع، فكل خير تمنحه يعود إليك ضعفاً في الأوان، قال تعالى :{فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى}.
‏فهنا تقدم العطاء المطلق على التقوى رغم أهميتها؛ لأن العطاء تعبير عن جميع القيم والمُثل والفضائل، فالعطاء هو قمة الإحسان إلى نفسك.

‏فإذا كنت تشعر بحاجتك لشيء ما، قدّم عطاءً غير مشروط، وبعد فترة ستشعر به ينعكس عليك ويغمر ذاتك وحياتك بالسعادة.

فإن السعادة تكمن في أمرين، قلبٌ قانع بالعطاء، ونفسٌ مطمئنةٌ بالقضاء.

‏سنظل طولَ العمر بابَك نقرعُ
‏ياخير من ذا يستجيبُ ويسمعُ

****

‏أنتَ الذي يَقضي الحوائجَ كلها
‏أنت الذي يُعطي العطاءَ ويَمنعُ

****

‏فإذا وهَبْتَ فذاك فضلٌ سابقٌ
‏هٰذا الذي نرنو إليه ونطمعُ

وإن من العطاء الرباني أن يجود الانسان بما وهبه الله تعالى من عطاءات إلى عباده؛ كالتسامح والعفو وتقديم التنازلات ومساعدة الاخرين بالمال والجود والابتسامة وإكرام الضيف والرحمة على الصغير.

‏‎والعطاء لم يكن في يوم من الأيام فقط في المال، بل يمكنك تقديم المساعدة بالتواضع وحسن الخلق والوفاء بالوعد وصلة الرحم ومساعدة المحتاج والابتسامة وإكرام الضيف والرحمة على الصغير والعطف على الكبير، قال الرسول -صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ- : “تَبَسُّمُكَ في وَجهِ أَخِيكَ صَدَقَةٌ، وَأَمرُكَ بِالمَعرُوفِ وَنَهيُكَ عَنِ المُنكَرِ صَدَقَةٌ، وَإِرشَادُكَ الرَّجُلَ في أَرضِ الضَّلالِ لَكَ صَدَقَةٌ، وَإِمَاطَتُكَ الأَذَى وَالشَّوكِ وَالعَظمِ عَنِ الطَّرِيقِ لَكَ صَدَقَةٌ، وَإِفرَاغُكَ مِن دَلوِكَ في دَلوِ أَخِيكَ لَكَ صَدَقَةٌ”.

🔹ومن أمثلة العطاء:
-التبرع بالمال أو الطعام أو الملابس للمحتاجين.
-التبرع بالوقت والجهد لخدمة المجتمع.
-تقديم المساعدة والمعونة للأصدقاء والعائلة.
-نشر العلم والمعرفة.
-التطوع في الأعمال الخيرية.
-مساعدة كبار السن وذوي الاحتياجات الخاصة. 

🔸وللعطاء فوائد عديدة منها:

الأجر والثواب من الله جل جلاله، فالعطاء له ثواب عظيم عند الله، سواء في الدنيا أو الآخرة. 

والسعادة والرضا النفسي، لأن العطاء يزيد من السعادة والرضا لدى الشخص المعطي أكثر من الشخص الذي يأخذ فقط. 

ومن فوائده أيضًا التآلف بين الناس، وتقوية الروابط الاجتماعية ويساهم ذلك في بناء مجتمعات متماسكة، وله كذلك تأثير كبير على حياة الآخرين والمجتمع ككل، سواء كان ذلك من خلال المساعدات المادية أو المعنوية. 

وفي الختام من الجميل أن تكون معطاءً وأنْ تكون سببًا في صنع السعادة في قلوب الآخرين.

🔘 إضـــــــ💡ــــــــاءة:
‏القلوب النقية، لا يتوقف نبضها عن العطاء مهما حاول البعض کسرها ! ﻷنها تعيش في مساحة لا يصل إليها إلا اﻷنقياء، لأنه مصدر سعادتها وكرامتها.

مقالات سابقة للكاتب

19 تعليق على “قلبٌ معطاء

الأستاذة أسماء الجهني

مقال رائع وكما عودتنا أستاذتنا الكريمة والكاتبة القديرة منى الشعلان في طرحها الجميل ؛ فالعطاء ليس فقط زكاة مالٍ يُنفَق ، ولا صدقةً لمحتاجٍ بها تتصدَّق ، ‏فعطاءُ قلبك بما يجود هو الأصدق.
‏الكلمة الطيبة عطاء ، والدّعوة الصادقة وفاء ، ‏وكل ما طوقته النية الطيبة ، ‏كان له في القلب أثر ونماء.
‏فاسعَ بما تجود به نفسك ، ‏فلكل شيء وإن قل جزاء.

فاطمة الشمري

‏السعادة تأتي عندما نمارس العطاء ونساعد الآخرين ، مما يعزز الشعور بالرضا والمعنوية العالية. •💐

حسين بن ناصر

‏الأجر الحقيقي في العطاء هو شعور الرضا الذي يسكن قلبك بعد أن تمنح ، لا بعد أن تأخذ.
فتلك هي روعة الصبر في تهذيب النفوس.

الدكتورة منال العوفي

العطاء بحر واسع ، فكلما أعطيت كان الخير في طريقك ، و‏كل عمل خير تفعله و تلقيه في البحر ، ستجرفه الأمواج إلى شاطئك مجددًا ولو بعد حين.

د.أسامة الجامع

فرق بين أن تكون شخصية معطاءة كريمة وبين أن تكون شخصية مضحية، المعطاء يعلم ويختار ماذا يعطي، ومتى يعطي، ومتى يقف، ولمن يعطي، أما الشخصية المضحية فهو يعطي باستمرار ويتم استغلاله وينسى نفسه، الشخصية المعطاءة سعيدة، أما الشخصية المضحية مرهق، متعب، أقرب للإصابة بالاضطرابات النفسية، وفرق بين أن تمر في حياتك لحظات تقوم بالتضحية وبين أن تكون شخصية مضحية باستمرار.

الأستاذة مريم الزامل

‏إذا كُنت تُحب العطاء فـ قدمه ولكن بحدود، فقد يتحول هذا العطاء إلىٰ واجبات والتزامات تحملها علىٰ كتفيك دائماً، حتىٰ تنسىٰ نفسك وتكون مُمزقاً بين مساحتك الخاصة واحتياجاتك وبين عطائك الذي تحول لالتزاماتٍ تُنتقد عند عدم فعلها. قدم العطاء ولكن لا تُحمل نفسك ما لا طاقة لك به.

باسم اليوسف

‏العطاء قيمة عظيمة فلا تبالغ في العطاء ولا تعطي فوق طاقتك لذا عندما يتجاوز حدودك يتحول لإستنزاف نفسي وجسدي إحرص على أن تمنح بحب دون أن تهمل نفسك أو ترهق روحك تذكرلا يمكن أن تملأ أكواب الآخرين من كوب فارغ لذا أعتني بنفسك أولًا لتكون قادراً على العطاء الحقيقي ..

أ.سعاد القاسم

‏من سنن الله في الحياة ..
‏• قانون العطاء :
‏كل شيء تملكه و تعطي منه يزداد..
‏مثال :
‏١-إذا كنت تمتلك السعادة ، وسعيت لإسعاد أكبر قدر من الناس فإن السعادة تنتشر بقوة في كل شيء يخصك .
‏٢-إذا ساعدت غيرك على تحقيق أي نوع من النجاح في حياته ، فإن فرص النجاح تزداد في حياتك بمشيئة الله.

الأستاذة سعدية المانع

العطاء هو بذلُ شيءٍ ما للآخرين ، سواء كان ماديًا أو معنويًا ، وهو سلوك إنساني نبيل يعكس حب الخير والتضحية ، يمكن أن يكون العطاء بالمال أو الوقت أو الجهد أو الكلمة الطيبة ، أو أي شكل من أشكال المساعدة التي تهدف إلى تحسين حياة الآخرين ..

شروق القويعي

‏أجمَل عطاء هو ذلك الذي يُقدّمهُ الإنسان مُغَلّفًا بالإتقان والإحسان والصِدق والإخلاص، نابِعًا من صميم أعماقه، مُخلِصًا فيه النِيّة الصافية، راجِيّاً فيه الخير الطيّب، والنَفع العميم، فلمثل هذا العطاء الصادِق أثَر مُبارَك تُزهِر به الدروب، وتحيا به القلوب، وتنعَم به الأرجاء.

د. هاجر الشهراني

‏سلمت أناملك يا أستاذة منى على هذا المقال الرائع والمفيد وأستأذنك بأن أقول حين ترغب الروح بالعطاء لا تربكها بالعقل، بحساباته ومقارناته، ماذا قدم لي فلان لأقدم له؟ ماذا فعل من أجلي لأقف بجانبه؟، لا يمكن أن تُحسب المحبة بهذا الشكل الشحيح، لا تعطي عطاء شاحباً لا تعطي عن رغبة أخذ، عطاؤك ليس دين في رقبة أحد، عطاؤك رغبتك أنت وحدك، اجعله صادقا وحقيقيا أو توقف.

الأستاذة حنان الرفاعي

حدود. يتجلى جمال العطاء في كلمات الدعم التي تنقلب إلى أجنحة تحمي وترفع، في الأفعال الصغيرة التي تنمو كشمعة تنير الطريق للآخرين.
‏إنَّ جمال العطاء ينبع من القلب الذي يمتلك القدرة على التفاني والتضحية من أجل الآخرين دون أن ينتظر مقابلًا أو شكرًا. فهو تصرف حقيقي يعكس قوة الإرادة والإيمان بأنَّ الخير يجب أن ينتشر بلا حدود.
‏إنَّ جمال العطاء يكمن في قدرتنا على مد يد العون للمحتاجين، وفتح أبواب المساعدة دون تمييز بين الأشخاص. فالعطاء يغذي الروح ويزرع الأمل في أرواح الآخرين، ويعكس حقيقة الإنسان الذي يعيش ليكون سببًا في تحقيق السعادة والراحة لمن حوله.
‏كما يقولون، “العطاء لا يفقد من أبدًا”، فكلما زادنا من عطائنا، زادت قلوبنا ارتواءً وسلامًا. إنَّ الجمال الحقيقي للعطاء يكمن في اللحظات الصامتة التي تنقل الفرح إلى قلوب الآخرين، وفي اللمسات الدافئة التي تدفئ الروح في الأوقات الباردة.
‏لذا، دعونا نبذل العطاء بكل سماته الجميلة، ولنجعله نمط حياة يتغلغل في كل جزء من وجودنا، حتى نصنع جمالًا يتجلى في مدن
‏⁧‫الإنسانية‬⁩ ‏وفي قلوب الأفراد الذين نمر بهم في رحلتنا عبر الحياة.

أمل المخلافي

أحسنتِ يا أستاذة منى فإن بصمة العطاء قد تكُون يد حانيَة في حالةِ ضعف.

الأستاذة نادية القناد

‏العطاء ليس مجرد يد تمتد بالخير، بل هو نسيم يحمل عبير الروح إلى أرواح الآخرين. هو نور يشع من بين أضلع القلب، يضيء دروب الغرباء قبل الأحبة، ويزرع في الأرض بذورًا لا تذبل.
أنا التي أرى في العطاء مرآة للإنسانية، أقول لكم: إن من يعطي دون انتظار المقابل، كمن يرسم لوحة لا تُمحى في سماء الوجود.

علي العباد

‏العطاء الحقيقي في الزواج هو:
‏أن تقدّم الشيء المناسب، بالطريقة المناسبة، في الوقت المناسب، بقلبٍ صادق، لا بانتظار المقابل.
‏هو أن تكون:
‏ • سندًا لا سلطة.
‏ • حضنًا لا حكمًا.
‏ • حضورًا لا عبئًا.
‏ • شريكًا لا متفوقًا.
‏فالعطاء في الزواج قصيدة تُكتَب بالصبر، وتُتلى بالحنان، لا تُوزَن بالمقابل، بل تُخلَّد بما تتركه في القلب من دفءٍ وسكينة.

منيرة الخريصي

قليل ممن يمتهن الكتابة يستطيع أن يبدع في الطرح وينتقي الكلمات ويحسن اختيار العبارات الموجزة للتعبير عن فكرته بعناوين جذابة من أمثال أستاذتي الكاتبة القديرة منى الشعلان وأكبر دليل وشاهد على ذلك هذا المقال الجميل والذي يبين لنا أنه لا شيء أثمَن في القلوب من العطاء ، عطاء الكلمة الطيبة ، عطاء الشعُور ، عطاء الِاحتِوَاء ، فالقلوب التي جُبلت على البذل تستمدُّ جزءًا من سعادتها عندما تُسعد غيرها.

المعلمة هدى السبيعي

من العطاء أن تدخل السرور على غيرك ، حين تبذل مما تحب لأجل الله ، أتظن أنها تذهب سُدى!
كلا ؛ فكل عطاء ولو كان صغيراً في عينك ، فهو عند الله عظيم وكبير .

الجوهرة أحمد

‏بين كل عطاء وعطاء جرعة من بلاء ، فالحياة لا تصفوا لأحد في الدنيا، والموفق من يتقن الصبر في البلاء ولا ينسى الشكر عند العطاء ..🌹

هناء العامري

‏حتى في ظروفكم الخانقة ” تعلموا العطاء ” فثواب العطاء ؛ يخبىء لكم فرجاً من حيث لا تحتسبون…

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *