الأفكار .. صداقة أم عداوة!!

كل شخص تجد أن تفاصيل حياته مرتبطة بأفكاره التي لها تأثير على مشاعره وسلوكه .

و‏كلما اتسع عقل المرء ضاق لسانه وقلَّ كلامه ؛ لأن العاقل يكابد المعاني ويصطفي الأساليب ويجتهد في عرض معانيه وأفكاره بدقة وإيجاز ، مع نبذ الفضول ومراعاة الأحوال. 

ولا تجد الهذر والحشو إلا عند نضوب العقل وشح الأفكار ، فيلقي الجاهل القول على عواهنه ، ويستسلم لخطراته وهواجسه ، دون تحرج ولا اعتبار.

لكن من أين تأتي الأفكار ؟ 

من خلال التشريح الطبي للدماغ تتولد الأفكار من تفاعل مناطق معينة بالدماغ أول منطقة تُعرف ( بالقشرة الجبهية ) : هي المسؤولة عن التفكير المنطقي و اتخاذ القرارات ، ثاني منطقة تُعرف ( بالحُصين ) : و هي مركز الذاكرة التي يُخزن فيها المعلومات السابقة و يربطها بالحاضر ، وثالث منطقة تُعرف ( باللوزة الدماغية ) وهي المسؤولة و المتحكمة بالمشاعر . 

وللأفكار نوعان هما : الأفكار السلبية ، والأفكار الايجابية ، و كل نوع له تأثيره المختلف على حياة الشخص .

الأفكار السلبية : 

تؤثر الأفكار السلبية على الشخص إذا سيطرت عليه فهي تجعل هرمون التوتر ( الكرتزول ) في حالة ارتفاع دائم وهذا بدوره يسبب العديد من الاضطرابات مثل القلق ، الهلع ، قلة الثقة بالنفس ، العزلة ، ضعف المناعة ، المشاكل الهضمية واضطرابات النوم . 

الأفكار الايجابية :

تساعد الأفكار الايجابية على انخفاض هرمون التوتر ( الكرتزول ) مما يؤدي إلى الشعور بالاسترخاء و الهدوء و صفاء الذهن و تحسن المزاج ، و إيضا تقوي الجهاز المناعي ، زيادة الانتاجية في الحياة و بناء علاقات صحية جيدة . 

هناك علاقة طردية بين الأفكار و المشاعر والسلوك بمعنى عندما تتغير أفكار الشخص تتغير مشاعره و سلوكياته ، و على العكس عندما تتغير مشاعره تتأثر أفكاره وسلوكياته ، وأيضا عندما يتغير سلوكه تتغير مشاعره وأفكاره .

مثال على تأثير الأفكار الايجابية :

الفكرة : اذا كان الشخص يعتقد أنه قادر على تحقيق هدف معين يريده .

الشعور : يشعر بالثقة و الحماس والتحدي .

السلوك : العمل بجد و مثابرة و الاصرار على تحقيق الهدف. 

مثال على تأثير الأفكار السلبية :

الفكرة : إذا كان الشخص يعتقد أنه فاشل وضعيف .

الشعور : يشعر بالاحباط و اليأس وقلة الثقة .

السلوك : الاستسلام و تجنب المحاولة . 

أن أهمية فهم هذه العلاقة الطردية بين الأفكار والمشاعر و السلوك يساعد على : 

١- إدارة المشاعر بشكل أفضل و ايجابي من خلال تغيير الأفكار و بالتالي تغير السلوك .

٢- تحسين الصحة النفسية من خلال تطوير أنماط التفكير الايجابي و تعزيز المرونه النفسية .

٣- تحقيق الأهداف من خلال فهم كيف تؤثر الأفكار و المشاعر على السلوك حينها يتعلم الشخص كيفية اتخاذ قرارات أفضل وأكثر فعالية في حياته . 

‏املأ نفسك بالفأل والأمل ، وادفع عنك الظلام العارض ، وتحلّق حوّل الأفكار والمشاريع الملهمة ، وإن ضاق بك الزمان يوماً فاستدعي من أفكارك الإيجابية وذكرياتك الجميلة وتجاربك الشخصية ما يغريك بالحياة.

‏وأطيَبُ أوقاتي مِن الدهرِ خَلوةٌ

 يَقَرُّ بها قلبي ويَصفو بها ذهنِي

*********

وتأخُذني مِن سَوْرَةِ الفكرِ نَشوَةٌ

فأخرُجَ مِن فنٍّ وأدخُلَ في فنِّ

*********

وأسمع مِن نجوى الدّفاترِ طُرفَةً

أزيلُ بها هَمّي، وأجلو بها حُزني

ختاما : 

انتبه لطريقة تفكيرك و نوعية أفكارك . 

🔘 *إضـــــــ💡ــــــــاءة*:

‏الإنسان بمجرد أن يُحَدّد لنفسه هدفاً واضحاً تقفز إمكاناتـه قفزة إلى الأعلى ، و يزداد نشاطه ، وتعلو همته ، و يتَيقُّظ عقله ، وتتحَرَّك دافعيته ، و تتولَّد لديه الأفكار التي تخدم أغراضه ، وتكون مصاحبة له على طريق النجاح.

✍️ مها الجهني 

 

مقالات سابقة للكاتب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *