الوطن عهدٌ وقيمة وهوية

الوطن هو الأرض التي نسكنها، والروح التي تسكننا، والهوية التي نحملها حيثما كنّا.

فيه ذاكرة طفولتنا، وملاذ كهولتنا، وفيه قبور آبائنا وأحلام أبنائنا. وحين يُذكر الوطن، يُذكر الأمن، والكرامة، والعزة، والمجد، والسكينة .

إن الوقوف مع الوطن ليس فيه خيار للمساومة، بل واجب تُمليه الفطرة وتُقرّه القلوب قبل العقول، فالبلاد التي ترعى أبناءها وتفتح لهم أبواب الخير والرزق، تستحق أن يُسقى ترابها بالوفاء، وأن تُذاد عن حدودها بالولاء، وأن تُصان من كل يدٍ عابثة أو فكرٍ دخيل.

ومن أعظم صور الوفاء للوطن أن نقف صفاً واحداً خلف ولاة أمرنا في هذه البلاد المباركة، المملكة العربية السعودية، بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، وسمو ولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان – حفظهما الله –. فالسمع والطاعة في المنشط والمكره أصلٌ من أصول الشريعة، يورث الأمن والاستقرار، ويجلب الرخاء والطمأنينة، ويجعل المجتمع كتلة واحدة متماسكة، يذود بعضها عن بعض، ويكمل بعضه بعضاً .

إن هذه البلاد ليست كأي بقعة على وجه الأرض، فهي مهبط الوحي، وفيها قبلة المسلمين، والحَرَمانِ الشريفان، اللذان أشرق منهما نور الهداية إلى العالم أجمع. ولذا شرفها الله بقيادة تخدم الإسلام والمسلمين، وشعبٍ كريم يتحلى بالقيم والآداب الإسلامية، ويستمد أخلاقه من سيرة النبي صلى الله عليه وسلم ومن ميراث الصحابة والتابعين.
ويكفينا أن ملوكنا يفاخرون بلقب خادم الحرمين الشريفين.

ومن الضرورات على كل فرد من أبناء هذا الوطن أن يعزز قيم الولاء والانتماء، وأن يربي أبناءه على الوفاء لدينه ثم لوطنه، وأن يؤدي الأمانة التي في عنقه، وهي البيعة الشرعية التي طوقت أعناقَنا بالوفاء، فالبيعة عهد وميثاق وأمانة ومسؤولية.

ولا سبيل لحفظ هذه المعاني إلا بزرعها في قلوب النشء منذ الصغر؛ نعلم أبناءنا أن حب الوطن دينٌ ومن عرى الإيمان ، وأن طاعة ولاة الأمر برٌ ووفاء، وأن خيانة العهد تفتح أبواب الفتن وتبدد الأمن. فإذا نشأ الجيل على هذه القيم، سلم الوطن، واستقر المجتمع، وازدهرت الحياة، وارتفعت الراية خفاقة بالعز والمجد.

عندئذ سنتيقن بأنه لا مكان بيننا للمارقين من أرباب الفكر الضال، والعاقين للوطن، والنازعين من قلوبهم الوفاء للوطن والقيادة، فأولئك مشردون شعورياً ومنعزلون فكرياً، وإن كانوا في المجتمع من المؤثرين، إذ أن الوطن أعطى وما بخل، وحمى وما توانى، وبذل وما قصر. والوفاء له يكون بحفظه وصيانته، وتعزيز وحدته، والالتفاف حول قيادته، لنكون بحق أبناء أوفياء لهذا الكيان العظيم.

✍🏻 أحمد القاري
المدينة المنورة

مقالات سابقة للكاتب

7 تعليق على “الوطن عهدٌ وقيمة وهوية

عدنان أحمد السقاف

أستاذ أحمد، مقالك “الوطن عهدٌ وقيمة وهوية” جاء كنبراسٍ من الوفاء، يُضيء القلوب قبل العقول، ويُرسِّخ أن حب الوطن ليس شعورًا عابرًا، بل دينٌ وميثاق وأمانة في الأعناق. لقد أحسنتَ في رسم صورةٍ بهيةٍ للوطن، جمعْتَ فيها الأرض والذاكرة، الأمن والكرامة، الدين والقيادة؛لتؤكد أن هذه البلاد المباركة تظلُّ مصدر عزٍّ ورفعة، ورايةً لا تنكس.

دام قلمك وارف الظلال، صادق الرسالة، ودامت كلماتك تزرع في النفوس حبًّا وولاءً لهذا الوطن العظيم وقيادته الرشيدة.

عدنان السقاف🌷

أحمد محمد الطاشكندي

كلماتك غمرتني بصدقها ورفعة معناها، وهي ليست غريبة على روح كريمة مثلكم.
سلمت يمناك على ماخطت

عاش الملك للعلم والوطن

م. أحمد الطاشكندي

هيثم احمد

الوطن هو العرض والشرف . هو الاسرة والمكون المجتمعي الذي تنتسب له . والواجب على كل انسان يدافع عن الوطن بمل ما اوتيه من قوة . ضد اي معتدي عليه .

غير معروف

الاستاذ القدير أحمد قاري:
نشكر لكم هذا المقال الذي يُسلط الضوء
جملةً وتفصيلاً على الوطن،
وكيف أنه له الأحقية الكاملة بالوقوفِ معه،
وكيف أن هذه البقعة المُباركة وطن الحرمين
الشريفين ليست كأي أرض،
فنحنُ نحيا معه أسمى أنواع النعيم بعد فضل الله وكرمه علينا.
نشكر لك تجديد الوفاء
وخصوصاً مع قرب اليوم الوطني.

شاكرين لكم.
✔️🇸🇦

منى العلوي

أستاذ أحمد كتابتك حملت صدق الانتماء وحرارة الإيمان، فبورك القلم الذي عبّر، وبورك الحب الذي غذّى هذه الكلمات🌹🌹

عبدالرشيد ساعاتي

اللهم احفظ علينا امننا واماننا ووطننا وقادتنا وعلمائنا ورجال امننا ومثقفونا وكل رجالاتنا ونسائنا واطفالنا واخواننا واخواتنا المتعايشين معنا ..
اللهم احفظ الحجاج والمعتمرين والزائرين وجميع المسلمين

مصطفى صديق سليهم

🌺 الشكر والتقدير للأستاذ الفاضل أحمد قاري، الذي صاغ بكلماته الصادقة معاني الوطنية والوفاء لهذا الوطن العظيم. لقد أبدعتم في إبراز خصوصية المملكة ومكانتها العالمية والدينية، وأجدتم في ترسيخ قيمة البيعة الشرعية والطاعة لولاة الأمر باعتبارها أساسًا للأمن والاستقرار. كلماتكم أيها الكاتب الكريم لم تكن مجرد حروف، بل نبض وطني يُلهب القلوب ويغرس في النفوس حب الأرض والقيادة. جزاكم الله خيرًا، وبارك قلمكم، وزادكم الله شرفًا بخدمة الدين والوطن.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *