يعشق الإنسان المكان الجميل الخالي من الملوثات، وينزع للعيش في بيئة صحية آمنة ونظيفة تحقق له أفضل معايير الحياة والسعادة التي يتمناها، كما تحقق وجوده وهدفه الأسمى في الأرض وعمارتها بالخير.
فالبيئة عنوان للمكان المأمول الذي يعيش فيه الإنسان من حيث المحافظة عليه من جميع العوامل المؤثرة على جودة الحياة وأمانها، وتقديم المبادرات التي تؤصل للقيم البيئية في نفوس الناشئة، وتعزز مهاراتهم في المساهمة في قضايا البيئة ومعالجتها.
فالتربية البيئية تهدف إلي مساعدة الأفراد على اكتساب المعلومات التي تمكنهم من فهم العلاقات التي تربط الإنسان ببيئته، كما تهدف إلى تنمية مهارات هؤلاء الأفراد من حسن استغلال بيئتهم وتطويرها والمحافظة عليها ومنع تعرضها لمشكلات جديدة، كما تهدف أيضًا إلى تنمية الاتجاهات والقيم والميول الإيجابية نحو البيئة؛ مما يجعلهم يقدرون أهمية المحافظة عليها من أجل تنمية مستدامة.
وعليه، فالقيم البيئية جملة من المبادئ والضوابط والقوانين التي يُضبط بها سلوك الأفراد، وبالتالي فهي تمثل معايير ذاتية تعزز من انضباط الفرد تجاه البيئة والمحافظة عليها، وتنمية مشاعره وتوجيه سلوكه تجـاهها والمحافظة على مكوناتها التي يختارها ويوافق عليها ويعتز بها، فضلًا عن تقوية إيمانه والتزامه فـي المواقـف البيئيـة المختلفة. وتشمل تلك القيم تنمية الوعي البيئي، وتشجيع الممارسات التنموية المستدامة مثل ترشيد استهلاك الموارد، والحدّ من التلوث، ودمج هذه القيم في المناهج التعليمية.
إن المحافظة على البيئة ضرورة مهمة لاستمرار الحياة بشكلها الإيجابي بعيدًا عن الملوثات التي تكدر صفو الحياة، وتؤثر بشكل سلبي على عناصر البيئة، وتحول دون تحقيق جودتها. فالجهود التي تبذلها مؤسسات الدولة في المحافظة على البيئة وتطبيق الأنظمة من أجل استدامتها تتطلب الوعي من المواطن بذلك والقيام بدوره تجاه البيئة، بوصفه أهم عنصر محوري وأساسي في سلامة البيئة وحيويتها.
ومن هذا المنطلق، ينبغي لنا جميعًا أن نُعزِّز مهام وأدوار المركز الوطني لتنمية الغطاء النباتي ومكافحة التصحر، من خلال الإعلام البيئي، والمساهمة في المحافظة على الغطاء النباتي، وأن يكون المواطن والمقيم في تراب هذا الوطن الغالي هما خطَّ الدفاع الأول في المحافظة على الغطاء النباتي ومكافحة التصحّر بما يمتلكه الجميع من وعي تام بأهمية المحافظة على الغطاء النباتي ومكافحة التصحر؛ لنحقِّق ما تصبو إليه القيادة الحكيمة في إطلاق مبادرة السعودية الخضراء، والشرق الأوسط الأخضر.
إن مفهوم (البيئة من أجلنا) هو رسالة للمواطن والمقيم بأهمية المحافظة على البيئة، وتشجيع الممارسات البيئة التي تعزز وجود الإنسان الفاعل على الأرض وتشجع تفاعله مع مختلف القضايا البيئية واستدامة الحلول الابتكارية التي تسهم في التوازن البيئي واستدامته، وهذا يتطلب :
تعزيز القيم والمفاهيم لدى الطالبة من خلال المناهج الدراسية.
نشر الوعي بأهمية رسالة البيئة من أجلنا من خلال مواقع التواصل الاجتماعي وكافة الوسائل الإعلامية المتاحة.
إن البيئة هي المحضن الآمن الذي يحتضن كل مقومات الطبيعة التي أوجدها الله لخدمة الإنسان وتحقيق السعادة له؛ فحري بنا جميعًا أن نتعاون في المحافظة عليها، فهي من أجلنا ولأجلنا.
أ.د. محمد حارب الشريف الدلبحي
عضو هيئة التدريس بجامعة شقراء
مقالات سابقة للكاتب