حسن الظن بالله

ما أعظم أن لا يهتز إيمانك ويقينك بالله وحسن ظنك مهما اشتدت الظروف وساءت الأحوال ، ولن أقول وإن تخلّى أقرب الناس إليك ؛ بل وإن تخلّى أقرب الأشياء إليك: أعضاء جسدك 

‏يعقوب عليه السلام أفقده الحزنُ بصره ، ورغم ذلك لم يفقد يقينه وحسن ظنه بالله بل زاد .

‏وتأمل معي ،، قال الله تعالى عنه:

‏{ .. وابيضّت عيناه من الحزن فهو كظيم }.

‏ثم بعدها بآيتين فقط قال يعقوب:

‏{ يا بنيّ اذهبوا فتحسّسوا من يوسف وأخيه ولا تيأسوا من روح الله  إنه لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون }.

‏وقبلها قال حين اجتمع عليه فقد أبنائه الثلاثة:

‏{ .. فصبرٌ جميل عسى الله أن يأتيني بهم جميعا }

‏ثم جاء الفرج بعدها:

‏{ فلمّا أن جاء البشير ألقاه على وجهه فارتدّ بصيرا }

وفي هذا المعنى يقول الشاعر النبطي في بيتٍ جميل:

‏” ما عليّ من الصدر ينشرح ولا يضيق

‏عنديَ الإيمان بالله وعند الله فــــرج “.

‏وأقول: أبشر والله يالشاعر بالفرج ،، فمن الذي دعا الله صادقاً فلم يُجبه !، من الذي رجاه فلم يُكرمه ! ، من الذي أحسن الظن به فخاب ظنه ! ،، حاشاه ربنا جل في علاه ، الله تعالى كريم رحيم وهو القائل في الحديث القدسي: ( أنا عند ظن عبدي بي ).

‏وحسن الظن بالله مستمر إلى آخر العمر مهما تقلبت الأحوال ،، فالمؤمن مأمورٌ كما جاء في السنة أن يُحسن الظن بربه وروحه تخرج من بين جنبيه، ولسان حاله ومقاله يردد: ” الحمد لله “.

‏قال النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح:

‏( لا يموتنّ أحدكم إلّا وهو يُحسن الظنّ بالله عزّ وجل ).

✍️ ‏سعود بن خالد

مقالات سابقة للكاتب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *