تعاملنا مع الجوال والتصوير والانشغال بهما يحكي واقع مرير.
ليس شرطاً أن تصوّر كل شيء في حياتك ، إذا خرجت من بيتك صوّرت ، إذا ركبت السيارة صوّرت ، إذا دخلت المطعم صوّرت ، إذا قرأت المنيو صوّرته ، إذا حضر الأكل صوّرته وقد تصوّر أيضاً نفسك وأنت تأكل ، لم يبق إلا أن تصور وأنت ذاهب إلى دورة المياه ؛
نسأل الله العافية .
ولو أنك صوّرت قولك لذكر الخروج من المنزل والتسمية قبل الطعام والحمد بعده لقلنا نشر خيراً ينفع الناس ؛ ولكن الله المستعان .
أقول: أي حياة هذه التي تعيش تفاصيلها الجميلة من وراء شاشة صغيرة فيأنس البعيد بك ، ويشعر من يحبك حقيقية بالغربة وهو القريب منك الجالس بجانبك .
الذي يتابعك عاش حياتك وأنت فقدتها ، فقدت الأُنس بتلك اللحظات الجميلة مع من حولك ، وفقد أحبابك حولك الذي حضروا من أجلك التواصل معك في لحظات تُحسب من العمر ولا تُعوّض ، في موقفٍ يصوّر حضور الأجساد وغياب البال والفكر ، فهو يسرح بعيداً مع أُناس قد لا تجد منهم إلا الحسد والعداوة.
هل أشغل السناب وأشباهه عقول الناس إلى هذه الدرجة !!!!؟
أصبحنا نرى العائلة والأصدقاء يحضرون إلى المطعم مثلا وكلٌ منشغلٌ بجواله ، فيطلبون ويأكلون ويعودون ولم يتحدثوا مع بعضهم البعض إلا قليلاً .
هي معضلة والعاقل خصيم نفسه فلا تجعل الجوال يسرق منك أجمل لحظات حياتك ،
اهتم أولاً بأحبابك من حولك ، فهم من سيثبت معك إذا اشتد الزمان ، واجعل للجوال ومن خلفه وقتاً محدداً في أوقات فراغك .
هذه نصيحة محب ، فخذ بها قبل الندم ، واحرص على أطفالك من هذه الأجهزة ورتب أوقاتهم ، ليعيشوا حياةً سعيدة متزنة .
✍️ د. سعود بن خالد
مقالات سابقة للكاتب