لو كنت طيراً

منذ أن بدأت إجازتي الكهفية وأنا أعاني من داء عضال لكنه جميل .. 

فمع كل إشراقه يبعث في الجزء الأيمن من دماغي ، أمة تطوف عليها أفكاري ، فيبدأ صراع أمدي عذب مع الصباح نتناقش فيه عن قضايا تلك الأمم ،  ومن هم أصحاب القمم .

وعندما يحل المساء أصطدم بواقعي المرير ، فأشيد صرحاً من القبور لتلك الأمم ليزداد البلاء ..
فاعتزلت الصباح لأرتاح من هذه الازدواجية ،  وبعد مده قررت أن أغرد للصباح عن حال أمتي ..
 فاقتحمت حروفي الكهلة عالم التنهيد أقصد عالم التغريد ..
تغيرت طباعي فبحثت عن الكمال ونمقت الكلام ، ليكون لي مقعداً في الأمام ، وليقول عني الناس بأني مقدام همام …

فـ سأشدو قائلاً : 

” #يا_قوم : نحن الشعب المختار والجنة هي الدار ، فأهل الشام تبطروا على النعم فحلت عليهم النقم ، والعثمانيون لأموالنا حاسدون ، وبلاد السود تملؤها القرود ، وبنو بلادنا بنو مذهبنا إن خالفنا أحدهم في ( قول آمين ) فهو من الضالين” .

سـ أتفلسف دينياً ليكتمل الكمال : 

( كونك بحاراً لا يعني عبورك المحيطات ، وكونك مسلماً لا يعني دخولك الجنات ) ..

#قرار_روحي : أتعلمون أن لقلبي شظايا تتناثر مع كل نسمة خبيثة تهب على حدودي ، وفي كل مرة أجمع تلك الأشلاء المتناثرة لتتشكل بها خارطة قلبي ..
حدود الوطن حدود قلبية ، نتشارك الأراء في كل شيء قبل أن ينتشر الوباء ، فـ بدون ذلك سيحاصرنا انتظار يليه احتضار .

روح على السطر :  
( أنا و وطني : وطن استوطنه وطن )

#أسمعتم بجنون رقيق !! أسمعتم عن جنون عذب !! ، عندما كنت طفلاً كنت مولعاً بالحساب ، لدرجة أني أقوم بتحريك أصابعي في الهواء للقيام بعمليات حسابية ..
و لأتفاجأ بأخي بمبدأ فطري يقوم بمسحها مستهتراً بي ، وكأن لسان حاله يقول : أي جنون تمارسه ..
هذا حال معظمنا في أي نقاش ، جاهل يجهل جهله .. 
يرسم السراب ( أرقامي البريئة ) ويلاحقه ، فهو سياسي مكير ، اقتصادي خطير ، يتلاعب بأسعار الشعير ، سيد في مزرعة الأمير ، فالنقاش معه كالرسم على الماء ( كتابتي في الهواء )..

سأقدم له حروفاً مزجاة نحصل بها جميعاً على النجاة ، تجعلك تعيد التفكير في تفكيرك ، ( اقرأ ) ، فالقراءة صالة انتظار لكل الحالمين ، (( الحياة بالنسبة لي رحلة ؛ و رحلة بلا كتاب ، بيت بلا باب ))..

#تحت الأنقاض يصرخ الطفل عمران صمتاً ، وعلى جحيم الأنقاض تنتهك الأعراض ، وهرباً من الأنقاض ترد عليه طفله تائهة في شوارع إسطنبول ، فتلطم الطبل فيتأوه فرحاً ، وعلى مدامعها يترنح الناس رقصاً …

حروف الحزن لحزنكم حزينة ، ولكن هذا حالنا ، نحن أمة لا تفرح ، وإن فرحنا فنحن “نقدم الفرح بطريقة بشعة ” .

لا أعرف تشبيهاً لتلك الجمرة ( أعني تلك الدمعة ) ألذ من قول موزارت : ( طعم الموت على شفتي ؛ أشعر بشيء ليس من هذه الأرض ) .. 
ويقول ابن مريبد : لو أن القصايد دلو تبقى المشاعر بير..  

والآن لو أصبحت طيراً فعلاً سأرفرف في علم العروض شعراً ،  وأزور تلك الأمصار وأغرد همساً يا ساكني الدار : 

صغيري : يا زهر الكستناء
بلاط الرشيد زال
واختفت كل النصال
فأشرب من كأس الدماء ماء
يا صغيري !!
قسطاس القوة مال
فاسرح في غابات الخيال
يا صغيري !!
أنا ممثل أنظم الحرف
وأحلق في السماء
فاصنع من تغريداتنا رداء
وتضرع لرب العباد بالدعاء …..

أخيراً : قصة طويلة لا يسعفها الزمان ولا يسعها المكان : 

” نهر يبكي “

 

مقالات سابقة للكاتب:
 من يكذب يدخل النار
– هذيان مسرح 
– خالد عطالله 
– قمر ولكن !!

 

مقالات سابقة للكاتب

11 تعليق على “لو كنت طيراً

ابوفادي

رغم قربي وقرابتي من الكاتب فاتي لا اراه بقدر مايتجسد في مقالاته
اني احتاج بين ثنايا كلمات مقاله الى سكينه. لافاضل بين افكاره الجميله .وتعبيره الراقي وادبياته الثريه …
ولى ربيعنا بلا غيثا…. ولايجود بالغيث خريفا
شاخت اقلامنا عبثا…….ولم نكتب بها تعريفا

محمد الصحفي

#قرار_روحي : أتعلمون أن لقلبي شظايا تتناثر مع كل نسمة خبيثة تهب على حدودي ، وفي كل مرة أجمع تلك الأشلاء المتناثرة لتتشكل بها خارطة قلبي ..
حدود الوطن حدود قلبية ، نتشارك الأراء في كل شيء قبل أن ينتشر الوباء ، فـ بدون ذلك سيحاصرنا انتظار يليه احتضار .

لله درك على هذه المعاني والأسلوب الراقي
نفتخر بك يا مشهور يا أديبنا المبدع

غير معروف

لكل كاتب رسالة يريد ايصالها من مقاله
والكاتب المبدع هو من يخاطب الناس بماتفهم
وهو من يستطيع ايصال مضمون مقاله لاكبر
عدد من القراء ويستطيع القاري فهم المقال
من اول وهلة مع تسلسل المقال وترابط الافكار
في موضوعية واحدة لا ان يشتت ذهن القاري
بين زهرة الكستناء وبلاط الرشيد
خاطب الناس بما تفهم وتعي وتخول افهامهم
وعقولهم وتوسط في الفكر لكي يدركه الجميع
وقد قيل خاطب الناس على قدر عقولهم
الكاتب يملك ذكاء متوقد و مابين الذكاء والجنون شعرة
زاده الله بصيرة وحلماً

مشهور عبدالعزيز

شكرا من القلب للجميع ،
فهذا الرقي إن وجد ، فإن بروازه تعليقاتكم …

سبع الليل

استمر يابطل
مقاله اليمه
وكثر منها بارك لله فيك

أبو خالد الرايقي

تعليقاً على الأخ (غير معروف)
هذا الأسلوب في الكتابة يسمى “الرمزية” وهي إحدى مدارس الأدب
ومن إسمها فهي تعتمد على الرمز بدلاً من الأسلوب المباشر المعتاد
هذا الأسلوب قل من يجيده على عكس الأسلوب المباشر
أشد على يد الكاتب المبدع الأستاذ مشهور وأقول له استمر في إبداعك المتميز جداً وأسلوبك الراقي لتسطر لنا بقلمك الجميل ملاحم الإبداع و التألق

سلطان

مبدع
مبدع
مبدع

غير معروف

ما هذا العزف ! ما هذه التصورات والصور الإبداعيه ! ف النصف الأيمن من الدماغ هو المتعلق بالتفكير الخيالي أديبنا الغالي إني أخشى عليك وأخشى منك . لقد صنعت من الجنون شيء جميل أحببناه ، يا ترى ألديك جنون سلف .. استمر أيها الأديب

تمام

لم أفهم حرفاً
أظن أن الكتابة طاقة خلق تفتح أفقاً وآفاقاً

ابومحمد

كالعادة ابداع رائع وطرح يستحق المتابعة شكراً لك بانتظار الجديد القادم دمت بكل خير

الأم الحنون

نعم القلم قلمك لو كان لله ??يا بني كن متفائلا لن نغير ما حولنا ولكن نستطيع أن نغير الكثير في أنفسنا ??هل كان أفضل القرون خالياً من العيوب??

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *