اليوم الوطني ميلاد أمة

حيث بزغت شمسه ليحتضن الإنسان الذي افتقد هويته ووجهته، ويمنحه حياة ملؤها الأمل والتفاؤل. توحدت الجهود لتحقيق المجد والعزة، وانجلى البدر والتأم الجرح الذي أبطأ وطال شفاؤه؛ ليتحد الجميع تحت راية التوحيد، وعلى يد باني النهضة المؤسس الملك عبدالعزيز طيّب الله ثراه، الذي أرسى قواعد الوحدة والعدل والمساواة.

في هذا اليوم، أفلت شمس الخصوم والأعداء، وتراخت عزيمتهم، وانكشفت مخططاتهم أمام قوة الوطن. وبقيت يد التنمية تلاحقهم، وسيف الحق يقف لهم بالمرصاد، حتى أعلن هذا الوطن ميلاد أمة في الثالث والعشرين من سبتمبر قبل 95 عامًا.

منذ ذلك الحين، استمر العطاء وتوسعت التنمية، فتحولت حياة إنسان الجزيرة العربية من التفرقة إلى الوحدة، ومن الفقر إلى الرخاء، ومن الجهل إلى العلم؛ ليصبح مجتمعًا واحدًا ومواطنًا نافعًا، وأمة موحدة تستند على كتاب الله وسنة نبيه الكريم صلى الله عليه وسلم.

في ذكرى هذا اليوم، يحتفل أبناء الوطن باليوم الوطني تحت شعار “عزنا بطبعنا” وقوتنا في أصالتنا وقيمنا ومبادئنا، وأخلاقنا ووجهتنا التنمية، وهدفنا العالمية؛ لننطلق من المكان إلى الفضاء، ومن الحاضر إلى المستقبل؛ لتحقيق أهداف رؤية 2030 التي أصبحت معيارًا للإنجازات التي تحققت في زمن قياسي لتأسيس وطن طموح، واقتصاد مزدهر، ومجتمع حيوي. يقود تنمية هذا الوطن ملكٌ عادل وحازم، خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله ورعاه، تؤازره رؤية شاب طموح يسعى لتقديم نموذج عالمي يحقق الريادة لهذا الوطن.

سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان الذي يؤمن بأهمية الإنسان في مقولته التي اختصرها بقوله: “ثروتنا الأولى التي لا تعادلها ثروة مهما بلغت، شعبٌ طموح، معظمه من الشباب، هو فخر بلادنا وضمان مستقبلها بعون الله”. وهو يشدد دائمًا على أن الإنسان هو المورد الحقيقي في اقتصاد المعرفة والتنمية المستدامة. فالشعب الطموح وشباب الوطن هم ركيزة رؤية 2030 التي انطلقت لتحقق مشاريع تنموية وأحدثت تحولًا كبيرًا نحو مستقبل أفضل يُسلَّح فيه الجيل القادم بالإيمان والمعرفة والتقنية.

في اليوم الوطني، يبذل الأمير محمد بن سلمان كل الجهود لتحقيق إنجازات الرؤية ومبادراتها في وقت قياسي، مؤكدًا أن أساس الوطن هو الإنسان وعزيمته الراسخة التي تُشبه جبل طويق في صلابته وقوته. هذه المناسبة الوطنية تُذكرنا بمسيرة أجيال قادت هذه البلاد المباركة بأمانة وبعزيمة عالية منذ عهد المؤسس الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه، وحتى عصر الحزم والعدل بقيادة الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمير محمد بن سلمان.

في اليوم الوطني نستشعر قيمة الوطن ومبادئه، وتتأصل في نفوسنا، وتتجسد في سلوكنا، فالهوية الوطنية عنوان لكل مواطن امتزج بتراب هذا الوطن، ومشى فوق أرضه وتحت سمائه. الوطن قيمةٌ وانتماء وقيمًا راسخة تتأصل في وجدان الإنسان، وتنعكس في سلوكه الذي يترجم حب الوطن والدفاع عنه والمحافظة على مكتسباته وتنميتها، والوفاء بحقوقه، والاعتزاز والانتماء لأرضه ولمقدساته وولاة أمره.

‎إن الوطن بمختلف أطيافه وتنوعاته المشتركة، هو المحضن الكبير الذي يحوي أبناءه ويكتنفهم، ويتطلب تحقيق متطلبات الانتماء له، والقيام بحقوقه وواجباته التي يحملها المواطن لتحقيق المواطنة الصالحة التي تحقق أهدافه، وتحافظ على مكتسباته والدفاع عنه.

اليوم الوطني يجسد تاريخ وطن وأجيال عظيمة، وحاضر مشرق مزدهر بمشاريع تنموية ورؤية مباركة تتجه نحو مستقبل واعد وتنمية مستدامة. دمت يا وطني عنوانًا للخير وأرضًا مباركة للنماء والعطاء.

أ.د. محمد بن حارب الشريف الدلبحي

عضو هيئة التدريس بجامعة شقراء

مقالات سابقة للكاتب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *