في ليلةٍ خضراء تتلألأ فيها البهجة ويتسامق الفخر؛ عاشت المدينة المنوّرة أمسيةً استثنائية احتفاءً باليوم الوطني السعودي الخامس والتسعين التي نظمها فرع وزارة الرياضة بمنطقة المدينة المنورة مساء الجمعة 26 سبتمبر 2025م فعالية “مسيرة وطن”، ضمن احتفالات اليوم الوطني السعودي الـ95 حيث انطلقت مسيرة وطن كرنفالية من أحضان الجمّاوات وجوار مدينة الأمير محمد بن عبدالعزيز الرياضية، لتتحوّل الشوارع المجاورة إلى لوحةٍ حيّة تعبق بعطر الوطن ووفاء أبنائه.
كان المشهد أشبه بعرسٍ وطنيٍّ مهيب، حيث تدفّقت جموع الأهالي والزوار من كل حدبٍ وصوب، رجالاً ونساءً وأطفالاً، يتوشحون بالأخضر ويحملون راية التوحيد في لحمةٍ واحدة، تعبيراً عن الولاء والانتماء، وقد تزيّنت طرقات المدينة بالبسمات والأهازيج، لتروي حكاية وطنٍ يزداد مجداً ويتعالى عزاً مع مرور السنين.
شارك في هذا الحدث أكثر من 22 جهة حكومية بمواكبها وكوادرها، إلى جانب الجمعيات الخيرية والفرق التطوعية التي أضفت على الكرنفال روح التعاون والعطاء، ومشاركة أبناء شهداء الواجب، كما كان للإعلاميين حضورٌ لافت، يلتقطون تفاصيل اللحظة لتوثيقها، فيما اصطف الرياضيون وأصحاب الدراجات النارية في استعراضٍ منظم يعبّر عن وحدة الصف وروح الفريق.
مشهدٌ يذكّرنا بخلية النحل في انتظامها وانسيابها وتناغمها.
ولم تغب الباصات السياحية التي جابت أرجاء المدينة المنوّرة، حاملةً ضيوفها في جولةٍ تستعرض معالم المكان وتوثّق سحر الاحتفالات.
ومع كل محطة، كانت الرسالة تتجدد: الوطن غالٍ، وأبناؤه يعرفون قدره حق المعرفة.
في هذا الكرنفال الوطني، ارتفعت رايات المملكة العربية السعودية في سماء المدينة، لتغدو رمزاً للفخر والسيادة، بينما تعانقت مشاعر الولاء والفرح في قلوب الجميع.
لقد جسّد أبناء طيبة الطيبة لوحةً بديعة من الحب الصادق والوفاء العميق، وأثبتوا أن الوطن هو الروح التي تسكننا جميعاً.
إنها مسيرةٌ تُخلّد في الذاكرة، وتؤكد أن السعودية – بشعبها وقيادتها – تمضي بخطى واثقة نحو مستقبلٍ أكثر إشراقاً، وهي تحمل في قلبها ذلك العهد الأبدي: نحن على قلب وطنٍ واحد، لا نتجزأ، ولا ينطفئ فينا حبّ المملكة.
والشعب كله يردد : عاش سلمان 🇸🇦
اللهم احفظ هذه البلدة الطيبة والطيب أهلها، واجعل لها بين مصاف الدول السبق والعلو.
✍️ أحمد القاري
المدينة المنورة
