يعيش الإنسان في هذه الحياة متنعمًا بمارزقه الله من النعم ، إلا أن أكثر مايتعبه ويقلقه ويكدر صفو حياته شعوره بالحزن أحيانًا ، ذلك الشعور الذي ينتابه ويلج إلى قلبه مما يجعله شارد الذهن يقلب كفيه متجولًا بناظريه في الحياة .. في المواقف .. في الأشخاص .. وذلك عندما لا يتحقق له مراده في مطلوبه ، أو تتعسر له طلباته ، أو لا يجد من يسمع له أو يحترم وجهة نظره ، وغيرها من الأسباب الحسية والمعنوية ، وكل هذه الأسباب تدفع به للحزن ، فنراه وقد ذهب منه الحزن كل مذهب ، وبدت علامات الأرق والهم على وجهه؛ فبدا شاحبًا خاليًا من رونق الحياة ومن نظرة التفاؤل وإشراقة الأمل ، مؤثرًا على ساعات نومه وعلى علاقاته بالأخرين ، بل حتى على عمله وإنجازاته .. بل تجده وكأن الدنيا قد أغلقت أبوابها في وجهه ، فيظل أسيرًا لهذا الشعور متاثرًا به صحيًا واجتماعيًا لأنه شعور مدمر للإنسان..
وهنا لنا مع أنفسنا وقفة كلنا بحاجة لها .. فلو علم الانسان أين يكمن الخير ما استبد به الحزن ولا استولى عليه الأسى .
إن اختيار الله لنا هو أعظم بكثير من اختياراتنا بل وأنفع لنا ، وما منع الله تعالى عنا أمرًا إلا لخيرٍ لنا هو أعلم به منا ، ولحكمة غيبية هي ولاشك أنفع لنا وأجبر لكسرنا .. فالله سبحانه وتعالى واسع العلم والحلم واللطف بعباده ..
لذلك يجب علينا أن نروض نفوسنا ونهذبها على أن تعيش لحظات العمر في راحة بال وثقة بما عند الله؛ متيقنةً بذلك الخيرية راجيةً للثواب منه تعالى .. ومتى ما تهذبت نفوسنا عاشت بصحوة ضمير مسلمة لله الأمر كله ..
فلا تحزن إلا على ما يستحق الحزن بالفعل وهو ذلك الوقت الذي قضي في غير طاعة الله !! .. ذلك الوقت الذي تغلب فيه الشيطان على النفوس وكأنه لا رقيب عليها !! ، وهذا أخوف ما نخاف منه على نفوسنا ، فالشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم ، فتعهد النفس بالتهذيب والصلة مع الله هو المحك الذي على ضوئه نحدد مسار حياتنا ، فنعيش في ظل طاعة الله ، تلك الطاعة التي بها تستلهم النفس الطمأنينة التي فقدها من سلكوا طريقًا غير طريق الإيمان .. فبالإيمان بقضاء الله وبحكمته في تدبير أمورنا يتحقق الرضا الذاتي الذي هو نقطة الانطلاق لنجاحنا بسائر أمور حياتنا..
وفي كتاب الله ما يشبع النفس ويحقق لها كل المنى .. أسأل الله أن يغفر لنا تقصيرنا وأن يتجاوز عن ذنوبنا ويهدينا سبل المؤمنين .. وصلى الله وسلم على صفوة العالمين والحمدلله رب العالمين.
نويفعة الصحفي
[ مشرفة التربية الإسلامية بمكتب تعليم خليص ]
مقالات سابقة للكاتبة:
– القرآن يصنع أمة
– إليك مع التحية
مقالات سابقة للكاتب