الدواخش

منذ أكثر من ثلاث سنوات والأمة الإسلامية تبتلى بمجرمين أفاكين يتنقلون بين البلدان ؛ يقتلون ويأسرون ويدمرون ، يصمون الإسلام بكل فعل همجي وينسبون لعلمائه كل فتوى شيطانية ؛ هم ما اصطلح على تسميتهم بـ ( داعش ) نبتة مخابراتية بامتياز ارتدت عباءة الدين وهي منه براء ، فانكشف للعالم زيفهم ولم تعد تنطلي حيلهم على كل ذي لب وبصيرة ؛ غير أن هناك فئام من بني جلدتنا ويعيشون بين أظهرنا تجدهم أقرب لهؤلاء الخوارج فكراً وإن لم يصرحوا ، وأخبث منهم طوية وإن لم يجاهروا بما في نفوسهم ، تعرفهم في لحن القول وفلتات الألسن لأن الله مخرج ما في قلوبهم ، هم ساسة أكثر من السياسيين وخبراء اقتصاد وعلماء اجتماع ومنظرين وعلماء جهابذة ولا يوجد من يعرف ويفهم غيرهم !!!

ما إن يصدر قرار أو مرسوم من ولي الأمر أو تنظيم فيه خير للعباد والبلاد حتى تجدهم أغرقوا الصفحات سخرية واستنقاصاً من القرار وتهكماً عليه ، بل وتصويره بأنه حق للمواطن ولا داعي للفرح به !! .. وإن صدر عكس ذلك القرار تنظيماً وتماشياً مع ظرف ما ؛ سلوا سيوف النقد والتسخط وأقاموا اللطميات ونصبوا خيام العويل تباكياً على الشعب وحرقة عليه وهم كاذبون !!

هؤلاء ولاؤهم ليس للوطن وإن أوهموك بذلك رغم أن النعيم الذي يتقلبون فيه من خير هذا الوطن ، وهؤلاء متيمون بالدولة تلك رغم أنها لا تقيم معشار ما يقيمه هذا البلد من حكم بشرع الله وسنة نبيه .

والأدهى من ذلك كله محاولتهم الطعن في كبار العلماء والتقليل من أقوالهم ولمزهم وأنهم موالون للحاكم وغيرها من الألفاظ التي تنتقص من قدرهم وحقهم .

إن المجتمع اليوم مطالب بالحذر من هؤلاء القوم الذين والله ما أرادوا إلا نخر الوطن من الداخل وبث سموم التشظي .. يجب علينا تعريتهم وفضحهم وإن لبسوا هندام الالتزام وخدعوا المجتمع بمظهرهم وكلامهم .

إن من يحمل علم الدول الأخرى في الميادين العامة على أنغام الموسيقى ولا يرى الوقوف أمام النشيد الوطني لوطنه يعاني من ازدواجية وانفصام نفسي ، ومن يعادي حكومته لأجل حزب إرهابي تبينت عداوته لهذه البلاد فهو خائن لدينه ووطنه.

[ هؤلاء هم (( الدواخش)) .. حمى الله البلاد من شرهم وكيدهم ].

 

مفلح الصاطي الحربي

مقالات سابقة للكاتب:
– الأدواجية في إطلاق الأحكام
– أحمد مهنا .. كما عرفته
– الانتخابات البلدية .. لمن تقرع الأجراس؟
– التعليم …. الخطر القادم

مقالات سابقة للكاتب

6 تعليق على “الدواخش

احمدمهنا

الانسان فكر
وماضر الناس الا رعونة تفكير أو جهل ملازم .
مقال جميل ، ماكتبته أخي الاستاذ مفلح
وفقك الله

توفيق الشابحي

أحسنت في الوصف كعادتك قرين للإبداع .. نسأل الله أن يحفظ علينا أمننا
لست معك في إسقاطك آخر المقال

عبدالرحيم الصبحي ـ أبو أوس

لا فوض فوك أبا لمى نثرت الحرف الجميل وكتبت عن ما يجب أن يعيه المجتمع من هذه الفئة ووجوب الحذر منهم ولا سبيل لنا سوى رسم الخط الأحمر تجاه كل من يسيء أو ينتقص من ولاة أمورنا أو من هيئة كبار علمائنا أو من رموزنا الاجتماعية لا سبيل لوأد هذه الفئة إلا بالعمل الجماعي تحت قيادة واحدة حمى الله بلادنا من كيد القريب والبعيد وسدد خطوات رجالها نحو البناء المفيد .

ولــي وطــنٌ آلـيـت ألا أبـيـعــهُ‏‏ وألا أرى غيري له الدهر مالكا‏‏
فقد ألفته النفس حتى كأنه‏‏ لها جسدٌ إن بان غودرتُ هالكا‏‏

سلطان

مقال موفق
جزاك الله خيراً الله خير ونفع بك

نلتقي لنرتقي

لله درك أستاذ مفلح كتبت فأبدعت و نصحت فأبلغت بوركت و بورك قلمك
صدقت بكل حرف هولاء يعيشون بيننا و لكنهم أعداء لنا
و قبل ان يكونوا اعداء لنا فهم أعداء لديننا و لوطنا
يتظاهرون بحبهم للوطن وهم أعداءه
و يتظاهرون بالغيره على الاسلام والإسلام بريء منهم و من افعالهم
هم كالسوس القذر ينخرون في مجتمعنا يريدون تفكيك اللحمه الرائعه
التي بين مجتمعنا و بين حكومتنا
و يريدون احداث الفجوات و المشاكل في وطنا
ولكن لن يستطيعوا ذلك باْذن الله تعالى
نحن مع حكومتنا على قلب واحد ويد وحده
اما هولاء السوس القذر فمردهم الى الزوال اسأل الله ان يرد كيدهم في نحورهم
الله يحفظ وطنا و حكومتنا و يديم عزهم
و اسأل الله ان يديم علينا نعمة الأمن والامان التي والله اننا نحسد علينا

لا اريد ان أزيد على مقالك و لن يستطيع ذلك قلمي حتى لو أردت
مقالك جميل جميل جميل من اجمل ماقرأت
كنت أريد تعليق مختصر و لكن مقالك حمسني
و نسيت قلمي مع الحروف

احترامي وتقديري

محمد الرايقي

حياك الله أستاذنا مفلح الصاطي
كتبت فاجدت وناقشت فاقنعت
الدول والأفراد تأثرت كثيرا بهذا الفكر المنحرف
وعانت من ويلاته.
لكن السؤال البارز :مالسبب في انتشار هذا الفكر وتغلغه داخل الأسر والمجتمعات والدول ؟
ومن يغذي هذا الفكر؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *