ولله الحمد والمنّة، والفضل والشكر والثناء، أن شعب هذا الوطن بتعدد لهجاته… وتباعد حدوده وأطرافه … كباراً وصغاراً …. نساءً ورجالاً، أصبح لديهم تشبعاً من الوعي والإدراك بالمخاطر والتهديدات ضد قيادتنا ووطننا وترابنا وأمننا واستقرارنا، الكل دون استثناء تجدهم صفاً واحداً في القول والعمل … في الكلمة والرأي… في الاعتقاد والمعتقد… فعندما يصدر بياناً أو تصويتاً أو هاشتاقاً أو تصريحاً ، يُسيء لسمعة الوطن، أو يكون معادياً له، أو ناكراً لصنيعه ومعروفه… فهذا عند المواطن السعودي يعني شيئاً واحداً… وهو أن كرامة الوطن تعني خطاً أحمراً ومن يتجاوز هذا الخط… فلا يلومنّ إلا نفسه… فقد جنى عليها.
المواطن السعودي أصبح الآن يمثل القوة الضاربة لإبطال أي مخطط إعلامي واجتماعي خارجي، فلا تكاد تجد قناة إعلامية، أو هاشتاقاً تويترياً، أو إذاعة خارجية تتهور وتطلق مخططاً لها، حتى تجد القوة الداخلية الضاربة لها بالمرصاد، فتهب هبوبهم… وتثير ثائرتهم… فتتحد الصفوف … فتتوحد الكلمة … فيكون الرد منهم قاسياً عليهم… ووقتها لا عزاء للمرجفين… ولا مكان للحاقدين… ولا صوت للحاسدين، فكل المواطنين على قلب رب واحد لا إله إلا هو … وكتاب واحد أنزله الله على نبيه صلى الله عليه وسلم.. وعقيدة واحدة ” لقد رضيت لكم الإسلام ديناً” … ورايةً واحدةً تحمل شهادتي التوحيد… ومليكاً واحداً في عزم سلمان وحزمه… ووطناً واحداً، لا مجال للمساومة عليه، ولا نسمح المساس بتهديد أمنه واستقراره.
المواطن السعودي أصبح لديه من الثقافة ما تجده يستطيع كيف يرد ومتى يرد على أي مخطط.
المواطن السعودي أصبح قلمه مدفعاً رشاشاً ضد الأعداء … وفِكْره قنبلة شديدة الانفجار في وجوه الحاقدين… ويده سيفٌ يضرب بها رقاب المعتدين.
المواطن السعودي بكل فئاته وطبقاته ولهجاته… أصبح حصناً منيعاً للوطن يصعب النفاذ من خلاله، فالجندي بسلاحه على الحدود، والمواطن بوعيه وثقافته من داخل الحدود.
المواطن السعودي مواطنٌ فطنٌ، يعرف حقوفه ووجباته، فطن بما يُحاك ضد وطنه، فطن للإشاعات المغرضة فيدرؤها، فطن للأبواق المعادية فيسكتها، فطن لنيران العدو الباردة فيخمدها في مهدها.
فهنيئاً لك أيها الوطن بهكذا مواطن، وهكذا مواطنة حقّة، يحمل لواء الدفاع عنك، ويذود بنفسه عن ترابك، ويفديك بروحه عن حِماك، فهْنأ ونم قرير العين، فعلى أرضك مواطن يحبك ويفديك، وعلى حدودك جندي يحرسك ويحميك، والله هو الموفق والمدبر وعليه نتوكل ونلجأ وندعوه بأن يحفظك من براثن الأعداء ويُنجيك.
عيد سمران المرامحي
مقالات سابقة للكاتب