حزم سلمان

قال تعالى: { إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل إن الله نعمّا يعظكم به إن الله كان سميعاً بصيراً } .. وقال صلى الله عليه وسلم : ” لو أن  فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها ” .

وخطب أبو بكر الصديق رضي الله عنه عند توليه الخلافة بالناس فقال : ” الضعيف فيكم قوي عندي حتى أريح عليه حقه إن شاء الله ، والقوى فيكم ضعيف حتى آخذ الحق منه إن شاء الله “.

وفي هذا الزمن سجل التاريخ في السابع عشر من شهر محرم لعام ١٤٣٨هـ ، لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود – حفظه الله – ، حادثة لم يسبقه فيها من قبل لا من قريب ولا من بعيد ، وهي تنفيذ حد القصاص في سمو الأمير تركي بن سعود بن تركي الكبير -رحمه الله وغفر له- ، فـ إقامة حد من حدود الله هو ليس بغريب على بلد يحكم بشرع الله ويتخذ من كتاب الله منهاجاً ودستوراً؛ فإقامة العدل من الراعي على رعيته وإشاعة المساواة هي أساس الحكم ولبنة قوية في مجتمع أكثر تماسكاً ليقف على أرضية صلبة لاتهزها العواصف ولا تؤثر في مركبها أعتى الأمواج ، مهما كانت شدتها وارتفاعها؛ إذ هي تسير على هدى ونور ودستور مستمد من العقيدة الصحيحة. 

لقد أهدى “سلمان الحزم” بالأمس حكام الشعوب قاطبة درساً حياً في إقامة العدل والإنصاف بين الحاكم والمحكوم ، ومنح واضعي مناهج التعليم والتربية الاجتماعية والوطنية منهجاً لن يأتي بمثله عباقرة التربية في الانتماء وحب الوطن ، ولم يكن الدرس سهلاً؛ بَيْد أنه بِيَد “سلمان الحزم” أصبح الصعب سهلاً ، كيف لا وهو الحاكم العدل الذي تدنو منه كلمة الإنصاف وإليه تنتسب ، وبيده سيف قاطع بالحق يضرب به كل مفسد مهما علا أو نزل ، غنياً كان أم فقيراً ، فـ الكل على حد سواء أمامه. 

ياشعوب الأرض قاطبة هلموا ثم اجمعوا كل مفاخركم في العدل والإنصاف وأتوني بمثل عدل “سلماننا” !

لقد تجلت صنائع سيدي -الملك سلمان- وعلت حتى لم تتجرأ وسيلة إعلامية إلا وتَصدّر خبر عدل سلمان صفحاتها الرئيسية ، وهي رسالة لكل من  تسول له  نفسه الأمّارة بالسوء أن يسفك دماً حراماً ويعبث بأرض الحرمين الشريفين ، ويقدم على زعزعة أمنها أو إشاعة الفوضى ، ونشر الفساد  فيها ، فـ عدل سيف سلمان الحزم والعزم بالمرصاد (البتار قاطع وهو في غمده).

وحريٌ بنا أن نتذكر حديث خادم الحرمين الشريفين عقب توليه مقاليد الحكم حين قال : “يستطيع أي مواطن في بلدنا أن يرفع قضية ضد الملك أو ولي العهد أو أي فرد من أفراد الأسرة الحاكمة “.

كما علينا أن نعي وندرك جيداً الظروف الصعبة والمرحلة الحرجة التي  تمر بها بلادنا والعالم أجمع ، وكيف أن قرار التنفيذ جاء في  هذه اللحظات الحاسمة والظروف الصعبة التي تعصف بالعالم بأسره؛ وبلادنا ولله الحمد تتهيأ في ظل قيادة موفقة وتنطلق نحو التحول الوطني الكبير 2030 بالرغم من تواجد صراعات وتيارات سياسية متضادة ومتجاذبة اقتصادياً ، وفرق وطوائف مذهبية وعقائدية تأز المجتمعات ، وتعمل على تأزم العلاقات بين الدول ، وتفسد كل تعاون ومصالح مشتركة ، ونحن في بلادنا نعلم علم اليقين أننا مستهدفون في أمننا وأماننا وديننا وعقيدتنا وأن الأعداء يتربصون بنا كل مرصد؛ ولكن هيهات ثم هيهات أن ينالوا منا أو يحققوا مآربهم طالما نحن بحبل الله نعتصم وبشرعه نحتكم وخلف قائد الحزم والعزم نأتمر .

 
أحمد عناية الله الصحفي

 

مقالات سابقة لرئيس التحرير :
وانقضى العام 

– ‏أيها العائدون 

– ‏⁧‫الأمن الفكري 

– ‏خطوة ..خطوة ..نحو القمة ..

مقالات سابقة للكاتب

3 تعليق على “حزم سلمان

نويفعة الصحفي

يا شعوب الأرض قاطبة هلموا ثم اجمعوا كل مفاخركم في العدل والإنصاف وأتوني بمثل عدل “سلماننا” !
عبارة عجزنا ان نكتب ما يوازيها من ثقل ما تحمله معنى .فهذا سلمان الحزم والعزم والعدل والانصاف مليكنا الغالي ، وهذا كاتبنا المبدع أ. أحمد كما عودنا حفظه الله .أسال الله يحمي هذا البلد وحكامه وشعبه من كل شر ويديم عليه امنه وامانه ، ولا خوف على بلد يحكم بشرع الله قولا وفعلا ..شكرا صحيفة غران لنا بك كل الفخر ..

محمد الرايقي

العدل حكم والقانون أنصاف
ولكن كلاهما يحتاج إلى رجل أمين وقوي
وهذان الشرطين توفرا في سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان حفظه الله.
فاعطى دروسا مجانيه لجميع الشعوب ولجميع الحكام والرؤساء بأن الشرع وأحكامه هي الأساس في استقامة الشعوب.
نشكرك أستاذ أحمد على روعة قلمك وحسك الوطني الذي نفتخر به

أبو سعود

الله يعطيك العافية أستاذ أحمد كلماتك الهادفة ودام عزك ياوطن.. والله يحفظ سلمان الحزم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *