في حديث الساعة لأصحاب المعالي من صناع القرار في بلادي الغالية على شاشة كل العرب ، صُفع المواطن واتُهم في أمانته وانتهكت كرامته ليصبح أكسل البشر ولا يستحق غير أجر ساعة ، فهو سبب الأزمة ومحور الضعف حين غلب على الحوار التعميم دون التفسير ، وغاب حديث المسؤول المدرك ليصبح المواطن شماعة الأزمة ، وراتبه البسيط يرهق الدولة .. عذراً يا أصحاب المعالي ألستم سعوديين أم أنتم من كوكب آخر ؟! .. ألم يبني المواطن إمبراطورية أرامكو الترلونيه ؟ ألم يشارك السعوديين في ملاحم وبطولات ويبني أمجاده الخالدة على مر التاريخ ، أولم يساهم أبنائه الباحثين السعوديين من المبتعثين في رفع إسمه حينما وجدت البيئة الخصبة والحوافز المعنوية والمالية مع الفرص الذهبية ليثبت السعودي كفائته وإنتاجيته ليطلعنا عليها الإعلام بصفة يومية .
في ثلاثية التنظير تلك والتي لم يستطيع معالي وزير الخدمة المدنية تعديد الخمس بدلات حين سأل عن ماهية البدلات الملغاة أو المتوقفة حتى إشعار آخر ، ولعلي أتفق مع معالي نائب وزير الإقتصاد والتخطيط أن سبب جمود الحركة الاقتصادية في بلادي علو دخل المواطن مما يؤثر سلباً على الحركة الإقتصادية والقوة الشرائية داخل البلد ، فالحل الأمثل هو تقليل النفقات لنساهم في إنعاش تلك الحركة ، ولعل تصحيح معلومة السن التقاعدي للفرد السعودي بهمسة معالي وزير المالية العساف لنظيره في الخدمة المدنية حين طالب برفع سن التقاعد من ٥٩ سنة وهو يقصد (٦٠) سنة في بلد خالي من البطالة هي الهاجس الوحيد والحل الأوحد لمعالجة أزمة صندوق التقاعد ومؤسسة التأمينات الإجتماعية ، واستثماراتها المترهلة في الأراضي على حد قول الإقتصاديين في الحلقة اللتي حملت اعتذار نائب وزير الإقتصاد عن إفلاس المملكة خلال ثلاث سنوات لو لم يقف الدعم وتذهب البدلات حين قال (خانني التعبير) .
لذلك وبناء على ما سبق ، كيف نصل إلى رؤية ٢٠٣٠ وإنتاجية الفرد ساعة واحدة و إفلاس؟!
كل ما يحتاجه المواطن السعودي المحب لقادته ووطنة الغالي الذي لا يبدله بكنوز الأرض جميعاً ، وكما يتفانى في خدمة ضيوفه وضيوف الرحمن على أرض مقدساته ، ويذود عن حدوده من طمع الطامعين وحقد الحاقدين ، هو الثقة والشفافية مع الفرصة لخدمة هذا الكيان الشامخ بشموخ قادته من أبناء آل سعود – أطال الله في عمرهم – .
خالد المرامحي
مقالات سابقة للكاتب