أراد أبرهة الأشرم أن يحظى ببعض الشرف لما تحمله نفسه من حب للسلطة والجاه ، وقد رأى الناس ينصرفون إلى البيت الحرام في مكة المكرمة؛ فأراد أن يصرفهم عن البيت ، فبنى باليمن بناءً أسماه ” القليس ” ، وزيّنه بالفسيفساء والذهب وظن الأرعن أن القضية مادية .. لم يدر بخلده أن القضية روحانية بحتة؛ هكذا هم الطغاة في كل عصر ! ، ثم وضع الجوائز والأموال لجذب الناس إليه وصرفهم عن الكعبة المشرفة، فاستنكر الناس عليه ذلك بل أن أحد الغيورين على حرمة بيت الله ، ذهب وألقى بالقاذورات في بناء أبرهة المشؤوم فغضب عدو الله وأقسم ليهدمن الكعبة ويحمل حجارتها إلى اليمن ، فـ ساق جيشه المكون من ستين ألفا معهم الفيلة وقائدهم ودليلهم الشيطاني إبليس وقائدهم من الإنس ” أبو رغال “؛ الذي كان العرب إذا مروا به في طريقهم لمكة يرجموه كما يرجمون إبليس، فلما وصل الجيش الغازي أرض الحجاز وبالقرب من مشعر منى في وادي محسر ، أرسل الله إليهم طيراً أبابيل تحمل حجارة جلبت إليهم من قاع جهنم ، فأهلكت الجيش وعاد أبرهة يجر أذيال الهزيمة والخيبة والفشل، تعلو جسده القروح حتى وصل اليمن فمات هناك بحسرته، لم ينل مراده بل باء بغضب من الله والملائكة والناس أجمعين ، نعم إنها مكة الحبيبة وصدق عبد المطلب عندما قال: ( أنا رب إبلي وللبيت ربٌّ يحميه ) هذا عن أبرهة ..
وها نحن اليوم نرى بأم أعيننا ما قامت به الفئة الضالة هناك في جبال صعدة من حوثيين ، ومن أخذ بفكرهم وسار في ضلالهم ، والتي اجتمع فيها كل موتور ومن تلك الجبال إلى بلاد فارس التي تأبى نسيان هزيمتها في القادسية بأمر من عمر الفاروق الذي أذاق الفرس الويلات ، نعم عمر الذي كسر كسرى وقصر قيصر.. وبقيادة سعد بن أبي وقاص ومن معه من جنود الإسلام البواسل ، نعم ها هم يقومون بأجبن عمل في هذا العصر وهو توجيه صواريخ حقدهم إلى بيت الله الحرام ، وقد أكذب الله أحدوثتهم ورجعوا خائبين لم ينالوا سوى الخزي والعار ولعنات المسلمين إلى حيث هم في أوكارهم وكهوفهم المظلمة وسراديبهم المشبوهة ! .. كيف يدَّعي المرء الإسلام وهو يحاول طعن المسلمين في أقدس شعائرهم ؟! .. إنما هو ادعاء والحقيقة أن قلوبهم مليئة بالغيظ والحقد والحسد على المسلمين وصدق الله إذ يقول سبحانه: ( أم يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله فقد آتينا آل إبراهيم الكتاب والحكمة وآتيناهم ملكا عظيما ).
نعم لقد كفى الله المسلمين في مكة شرهم ، فـ سقط في بقعة غالية على قلوبنا هي وكل من يقيم عليها ، فـ كفى الله أحبتنا في “البرزة” عظيم شرهم وعادوا خائبين لم ينالو خيرا..
إن بلاد الحرمين عصية عليهم بفضل الله ثم بالقائمين على خدمتهما من ولاة الأمر حفظهم الله .. وفي عهد سلمان الحزم والعزم ستكون نهايتهم بإذن الله تعالى ، فقد تصدت القوات الجوية في المملكة العربية السعودية بفضل الله لصاروخهم الآثم بكل قوة واقتدار ، وأعطت العالم دروساً في فن الحروب وحماية الأوطان ..
فلله دركم يا جنود الوطن وحماة الدين وبيت الله الحرام .. وأبشروا فإنما هي نهايتهم التي أعلنوا عنها بأنفسهم وبتلك المحاولات الفاشلة التي تدل على تخبطهم وقرب سقوطهم بإذن الله ..
الشكر لله ثم لهذه القيادة وهذا الشعب الأبي واللحمة الواحدة .،. فـ الحمدلله حمداً يليق بجلاله وعظيم سلطانه، وهيهات أن ينالوا منك يا أطهر بقاع العالم.
نويفعة الصحفي
مشرفة العلوم الشرعية بمكتب تعليم خليص
مقالات سابقة للكاتب