قال تعالى : { وماخلقت الجن والانس الا ليعبدون } .. وهذا واضح لكل مسلم حقيقي أن خلق الجن والانس لعبادة الله وحدة سبحانه وتعالى قبل عمارة الأرض ، وأعطانا ربنا الأنظمة والقوانين التي تُسيِّر حياتنا وآخرتنا ، وكل خير أرشدنا له ، وكل شر حذرنا منه ، وأمرنا بصرف العبادة له وحده سبحانه وتعالى ، وبلغنا بذلك عن طريق الانبياء والمرسلين الذين ختمهم برسالة محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم.
ألا انه ومع كل القوانين والبراهين التي يدركها أي عاقل حتى ولو كان غير مسلم ، نجد أن هناك شريحة من البشر ليس لهم من البشرية والانسانية والاخلاق إلا اسمها فقط ، ويسخرون كل طاقاتهم لمحاربة وعداء كل شئ نزيه مستقيم ، ويبذلون وينفقون أموالهم وأموال غيرهم في سبل الباطل ومجالاته تبعاً لغيهم وغبائهم….
باختصار الإيرانيون هم مجوس ، والمجوس عبدة النار وهذا معروف عند المسلمين وغيرهم ، وعلم إيران الفارسية الحالي يدل على ذلك.
إذاً المجوس ماذا يريدون باختصار ؟ .. الجواب يريدون السيطرة على مقدسات المسلمين ومقدراتهم كاملة والتي تقع في أيدي وأراضي عربية يريدونها لإزالتها وليس لعمارتها ، وهذا من الحقد الدفين على الاسلام والمسلمين والعرب خصوصاً ، منذ أن أزال ملكهم عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، وسقطت مملكة كسرى وقيصر.
(عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا هلك كسرى فلا كسرى بعده وإذا هلك قيصر فلا قيصر بعده والذي نفسي بيده لتنفقن كنوزهما في سبيل الله قال أبو عيسى هذا حديث حسن صحيح).
المجوس ومن شاكلهم يتبعون العديد من الطرق في محاولة لزعزعة الثقة في نفوس العرب والمسلمين عموماً ، وهم في ظنهم أنهم لا أحد يعرف عنهم هذه الحيل والخدع والمكر في حين أن الكل يعرف ذلك ، فهم يذيقون شعبهم في إيران الفقر والويل ويوجهون أموالهم للفتن في بلاد المسلمين ، انظرو إلى أي بلد حطوا أقدامهم على ترابه إلا دنسوها وأذوها ( العراق – لبنان – سوريا – اليمن…) ، سبحان الله يدعون الدين ويحجون إلى كربلاء هم ومن على شاكلتهم شئ غريب وعجيب ، والقائمة تطول في السرد لمصائبهم ومفارقاتهم .
يقتاتون على الخمس وأموال الغير من مواطنيهم وغيرهم ، يتمتعون بنساء مواطنيهم وينسبون ذلك للدين والدين الاسلامي منهم براء.
المجوس ومن على شاكلتهم أمة دمار ولاتعرف العمار ، انظروا إلى ماذا فعل التتار قديماً في بغداد وبلاد المسلمين .. انظروا ماذا فعل الايرانيون حالياً عندما استعمروا دولة الأحواز وهي عربية صرفة وبها الكثير من الخيرات ، وقد أذاقوا أهلها سوء العذاب ومنعوهم من الدين واللغة ، مع أنه حتى غير المسلمين عندما استعمروا البلدان لم يعملوا هذا بل معظمهم على الأقل طوروا وتركوا شيئاً مفيداً ولو أنهم نهبوا وسلبوا لكن لم يرق لمثل فعل الايرانيون المجوس حسبنا الله فيهم ونعم الوكيل.
لم يحققوا الأمن والاستقرار لشعوبهم ولا لغيرهم ، تعودوا على أن يكونوا أذناباً وليس رؤوساً ، فهم بلاشك يخدمون اليهود بامتياز ، نعم يحققون مايريده اليهود ومن على شاكلتهم وأصبحوا لايتذوقون العيش إلا في المحن والمشاكل ، أما أجواء الحضارة والتطور فأنها لاتناسبهم ، فهم يشبهون الجعلان ( حشرة يعرفها أصحاب الماشية أكثر من غيرهم) ، الذي لايعيش مرتاحاً إلا في وسط المخلفات والقاذورات – أكرمكم الله – ولو رشيته بالعطر يموت ، هاهم المجوس ومن عاونهم ومشى على شاكلتهم.
يقولون إذا أردت أن تقتل الثعبان فلابد من ضربه على رأسه ، لان الضرب في باقي جسمه يضره لكن يبقيه حياً ينفث سمه في كل مكان ، وإيران هي الثعبان الذي يظهر بالملمس الناعم وهو ينشر الفتن ويحرص عليها في كل مكان وهي على رأس الدول التي تمول الطوائف والاحزاب ، مثل داعش ومايسمى حزب الله في لبنان ، والحوثيون في اليمن والعراق حدث ولاحرج …. وفي المقابل لم يشاهد العالم أي من هذه الطوائف تثير الفتن في إيران ولا في فلسطين المحتلة من قبل الصهاينة المجرمين.
لاتقتصر إيران والصهيونية والمتصهينون في صفهما على الحرب المعروفة ، بل أصبحوا يسخرون قدراتهم لبث الفتن بين الشعوب المسلمة وخصوصاً السعودية .. يبثون الفتن عن طريق الأكاذيب والاخبار المرعبة والمشككة في أي شئ تقدمه الدولة ، مستغلين وسائل التواصل لهذه الاخبار لبثها في الناس وشغلهم عن مايفعله هؤلاء المجرمون.
فانتبهوا أيها الناس والعقلاء .. انتبهوا لماينشر وتثبتوا من كل خبر قبل نشره أو التحدث به أو عنه ، فـ بامكانكم التثبت من الأحاديث عن طريق المواقع الموثوقة لذلك والاخبار لها مصدر رسمي وهو وكالة الانباء السعودية ، وبيانات وزارة الداخلية المتلفزة والمذاعة ، ففي الأونة الاخيرة تصلنا رسائل تحمل عنوان ( بيان عاجل من وزارة الداخلية ) ، كيف يأتي بيان عبر الواتس أو تويتر ولايأتي عبر الصحف والاعلام المرئي ، انتبهوا للمرجفين الذين يصيغون هذه الأخبار بعناية ويستهدفون المواطن وغيره في نقطة أو قضية معينة تمس جوهر حياته وهذا نوع من الحرب النفسية ، فانتبهوا انتبهوا لاتكونوا عوناً للعدو على أنفسكم وبلادكم وأمتكم وأنتم لاتعلمون.
أوصيكم ونفسي بوقف الأخبار السيئة عندك ولاتتعداك أبداً .. كن مدافعاً عن دينك ووطنك وأمتك بما تستطيع ، ومن خلال الدليل والحجة في موقفك أينما كنت ، ولاتقل أنا غير مسؤول فلابد أن تهتم بأمرك وأمر غيرك من المسلمين في حدود معرفتك وقدراتك سواء بالكلمة أو المال أو الفعل الصحيح.
نسأل الله عز وجل أن يحفظ بلادنا وحكومتنا وبلاد المسلمين أجمعين من كيد الحاسدين والحاقدين ويرد كيدهم في نحورهم ويكفينا شرهم ، إنه سميع مجيب الدعاء .
د. حمد البشري
مقالات سابقة للكاتب