الشجرة تثمر دوماً الحب

خرج يومها من بين يديه شجرة تملأ المكان بالحب ، يعتليها من ورود الياسمين جمال لون ، وصفاء بذل ، وكومة من الثمار تقطفك قبل أن تغادر المكان.

استمتع بلون الرائحة التي عبقت في المكان واحتضن جمال البسمة التي ظللت أروقة الزمان، كان همسه لحظه وكان قلبه شيء غير قابل للكسر ، لكنه كان ليناً بقدر الحب الذي غطى سطحه الخارجي.

غمر المكان عبق الحب وانطوى جمال الروح ، قطف ثمار أغدق بها على بيت استحوذ عليه كبرياء لم يعهده فيه أحد ، ولكن استباح فيه حرية القلب الذي أحب دون مقابل .. جاء أحدهم يشكو إليه قلبه الذي غفى والكل يتوسدها وحنانه الذي استهواه وانبعث الناس ينظرون إلى جدران الاحساس المنبعث من روحه العبقة .. ظل من حوله يقطف ثمار الحب بلهفة المتذوق له ونسي العالم أشرعة كانت تظلل حياة آخرين تبعث الغطرسة والتعالي عن الحرية الصحيحة .

كان جنون الحياة المادية يصفق له عبثه بالإحساس دون أن يكبله فنادى إن القوم يأتمرون بي ، فعكف المحبون إلى تذوق مرارة الأسى يعصفون حوله أين بقايا المشاعر ؟! .. أين الاحساس الذي زرعت بل أين حصادي ؟! 

تبسم ليعطي أجمل لوحة لكل نوع من تلك البنايات الهشة واحتكم إلى قلوب الحب ففاقت من لحظتها التي تعشق العيش فيه وتنادي “ذلك ما كنّا نبغي فارتدا على أعقابهم” .. واسترسل على أبوابهم .. صافح الود قلبه وكتب الحب دربه .. وسار في واد الاشواق غير مكترث بعجيب التحنان ، ولا صفير الكتمان ، تأرجح قلبه من هول ما يجد ، وتصدعت روحه المتقدة، واستمع إلى لحظة شفاء، يروق إليه وعنفوان الكبرياء يظلله .

خرج يومها من بوابة القدرة التي يحتكم لها وسار يهفو إلى مسار الراحة التي يطلبها.

تغير فجأة وحبس من عينيه دمعه ، و تأرجحت العبرات فكفكفها ، ونظر حوله يقلب كفيه على ما وضع فيها من شعور يعرفه القوم ظاهراً ، ويخفي خلفه ذاك القلب الذي يعتصر الحب فيه شموخ الرجل وطموح سعد بقدوم الهدوء إلى صفحة أيامه ، وارتسم على محياه تناقض يحبه ، ربما لكونه شرب لحظات الأسى واستقى برودة الحياة ، فتبسم الشوق القابع في حناياه سعادة ، فهو سيكتب لحظاته كومة أشواق .

 

آمال الضويمر

مقالات سابقة للكاتب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *