الإعلام مهنة المتاعب كما قيل … وإن تقتحم ميدانه وتغوص في بحره وليس معك سوى الفتات من علمه وفنه فهذا هو التحدي الصعب وهو المشقة بعينها…
مائة يوم مرت على انطلاقة صحيفتكم ، التي أبحرنا فيها عبر بحار أمواجها تعلو تارة وتهدأ تارة أخرى فالحالة غير مستقرة في كل الأحوال … وعلى البحارة اليقظة الدائمة والحذر الشديد من بنيات البحار وركوب بعض الموجات التي تعترينا فجأة بدون إذن وﻻ سابق إنذار.
مائة يوم والمركب منطلق صوب تحقيق أهدافه ومحاولة الوصول إلى القمة في وقت قياسي … وﻻ شك أننا قد تجاوزنا المحطة الأولى التي كانت عبارة عن تجربة وجس نبض … والآن أمامنا مئات المحطات التي علينا أن نعبرها بكل اقتدار واضعين بالحسبان عامل السرعة والدقة والجودة .
مركبنا الإعلامي أيها القراء الكرام يتطلع في ابحارة إلى إحداث تغيير فكري وثقافي إيجابي وينشد الرقي في سلم المعرفة وفن الحوار والأخذ بالرأي والرأي الآخر ومنح أهل الأفكار الإبداعية مساحة إعلامية أكبر من الحرية الفكرية التي تحسن استخدام الوسيلة في سبيل الوصول للغاية النبيلة ، ونسعى إلى أن يكون مجتمعنا نقطة مركزية ومحورية في المعادلة الثقافية القادمة يحمل بيده شعلة الثقافة والمعرفة ويمسك بقلم الحس بالمسئولية ويحمل هم البناء والإصلاح مرتدياً ثوب الفضيلة ، نائيا بنفسه عن وحل الجهل والضحالة الفكرية والعصبية المقيتة والانغلاق المقيت.
بل عليه أن يحلق كالصقر يعلو ويعلو فوق القمم ينشد السمو ويهوى العيش بجانب الغمام ، يسامر الكواكب والنجوم …. وإن نكون قمرا مضيئاً وسراجاً منيراً للآخرين.
أيها القراء الكرام … هاهو مركبنا يبحر نحو محطته القادمة.. .
وانتم بحارته وقادته وربانه …فإحكموا قيادته … وأوثقوا اشرعته… وابحروا به بفن وابداع … نحو مئوية قادمة
مقالات سابقة للكاتب