قال تعالى: (لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة)
وقال تعالى: (أولئك الذين هدى الله فبهداهم اقتده)
وقال تعالى: (واجعلنا للمتقين إماما)
من كرم الله تعالى علينا أن حبانا بأعظم دين، وأعظم بلد، وأصدق قادة على وجه الأرض، يكفيهم تحكيم شرع الله (كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم)؛ ذلك المنهج الذي لاتستقيم حياتنا إلا به؛ ومن هذا المنطلق وتعزيزًا للإنسان المسلم المجاور لبيت الله الحرام أطلق مستشار خادم الحرمين الشريفين سمو سيدي الأمير خالد الفيصل -أمير منطقة مكة المكرمة- مشروع (كيف تكون قدوة)؛
وهذه المبادرة تندرج نحو تحقيق أهداف منطقة مكة المكرمة الاستراتيجية التي تهدف لبناء الإنسان وتنمية المكان، وإمارة منطقة مكة المكرمة بلاشك تسير بخطىً واضحة بناءة وفق رؤية ورسالة واضحة من أجل تحقيق التكامل بين بناء الإنسان وتنمية المكان من خلال المشاريع والأنشطة التي تصب في مشروع (كيف تكون قدوة)؛ وهذا المشروع بلاشك قام بفضل الله ثم بخبرة سيدي سمو الأمير خالد الفيصل بما لديه من زاد علمي وممارسة وخبرة واعية في خدمته لدينه ووطنه، والتي تجاوزت 50 عامًا من العطاء والتفاني، والتي سطّرها لنا في مقالته الرائعة (قبلة وقدوة)؛ فكانت ولازالت تجاربه ومبادراته تحقق أهدافها ولسنا بصدد حصرها ولكن لنذكر منها على سبيل المثال (كرسي الأمير خالد الفيصل لبناء الإنسان، وكرسي الأمير خالد الفيصل لتأصيل المنهج، وكرسي الأمير خالد الفيصل لاحترام النظام) وغيرها حيث كان آخرها (ملتقى شباب مكة) وهذه جملة من مبادراته -رعاه الله- في بناء الإنسان؛ وقد أحسن سمو سيدي الأمير خالد الفيصل وأبدع فهو نعم القائد ونعم الأنسان.
وها نحن نراه يكمل المسيرة بعمق فكري وثقافي عالٍ وقراءةٍ للواقع وأساليب معالجته فيعمد إلى مشروع (كيف تكون قدوة)؛ على أن يكون الإنسان قدوةً في حياته العامة والخاصة؛ فهذا المشروع نابع من كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم والتي تتضمن جملة من القيم والمباديء الأخلاقية التي تؤهلنا أن نكون مسؤولين في تعاملنا والتي تأتي تطبيقاتها عبادةً لله تعالى في الحفاظ على الأمانة وإتقان العمل والالتزام بالنظام العام وحسن الأدب والسبق في التعامل مع جميع مستويات العلاقات الإنسانية للإنسان القدوة.
ونضيف على هذا كله تلك المزية التي تميز بها ابن هذه البلاد وهي مجاورة بيت الله الحرام؛ كما ذكر ذلك سمو الأمير خالد الفيصل عندما قال: ( مجاورة الحرم تحتم علينا أن نكون قدوةً للغير في استشعار المسؤولية، ومن ذلك استقبالنا لحجاج بيت الله الحرام والمعتمرين والزوار)، ولنا في ذلك مشاهد عدة تم تداولها على مواقع التواصل الاجتماعي، ولاغرابة في ذلك نظرًا لما يتمتع به أبناء هذا البلد من القدوة لغيرهم.
وإني لأجدها فرصة أن يسَّر الله لي حضور دورة (المعلم القدوة) في جامعة دار الحكمة (مركز المعلم القدوة) يوم الخميس الموافق 26 / 1 / 1438، ولايفوتني أن أثني على رائدات فريق (التجربة الفنلندية) الأستاذات القديرات اللاتي أبهرننا بعرض تجاربهن الميدانية بمجال (دمج التقنية مع التعليم) بما يبهج القلب والعقل من تطويع للتقنية في خدمة وتيسير العملية التعليمية وجعلها أكثر تشويقًا وإمتاعًا للمتعلم.
وأقتصر حديثي هنا على المؤسسة التعليمية وتطبيقها لمشروع (كيف تكون قدوة) بدءًا من قائد المنظومة الإدارية والإشرافية ومنه إلى المعلم / المعلمة وصولًا إلى الطالب / الطالبة محورا العملية التعليمية؛ إذ أنه يقع على عاتقنا -كلٌّ من موقع عمله- تعزيز القيم التربوية فنحن مؤتمنون على فلذات الأكباد وكل فرد منا قدوة لهم في تعامله وفي حديثه والتزاماته وإدارة عمله بل في دقة قراراته وجودة إنجازاته بل حتى في حساباتنا بمواقع التواصل الاجتماعي (السوشال ميديا)، علينا أن نتمثَّل فيها قيمة الإنجاز وجودته ونبرز الإحسان إليهم بما يعزِّز لديهم الرغبة في مواصلة العطاء، وكل ذلك في ظل (القدوة)، وهذه المهام ماهي إلا جزء من منهجنا ومهامنا كما أشار لها سمو سيدي الأمير خالد الفيصل (ديننا الإسلام، ودستورنا القرآن، ومناهجنا إسلامية ، وكذلك حياتنا إسلامية فكيف لانكون قدوة ؟)
فلو طبقنا مزايا إسلامنا تطبيقًا صحيحًا في مؤسساتنا التعليمية لأصبحت مدارسنا من أفضل المدارس ومجتمعنا من أفضل المجتمعات ولأصبحت إنجازاتنا من أعظم الإنجازات.
واني لأجدها فرصة وبكل مصداقية ووضوح ومن واقع خبرتي في الميدان أن أشيد بمكتب تعليم خليص بقسمية البنين والبنات فهو يزخر بكوكبة من الكوادر المميزة ويحق لنا أن نفاخر بها في كل المجالات، وباستطاعتنا إن شاء الله حمل ملف القدوة وبسطه على أرض الواقع ونشره بالمحافظة والنجاح فيه بكل اقتدار.
وإني على يقين بأن مكتبنا وبإذن الله سيكون للقدوة قدوة؛ و هذه القناعة يرافقها أمل كبير في أن نعمد من الآن على أن تكون مشاريعنا ونشاطاتنا تحت مظلة هذا المشروع العملاق (كيف تكون قدوة).
وإنني على يقينٍ أيضًا بإذن الله تعالى أننا سنخرج بنجاحاتٍ ملموسة بنهاية هذا العام.
وفي الختام لايفوتني أن أرفع لمقام سيدي سمو الأمير خالد الفيصل مستشار خادم الحرمين الشريفين عظيم الشكر على هذه المشاريع الخيِّرة التي هي بالتاكيد بناء للإنسان السعودي وإظهاره بالمظهر الصحيح في بناء الوطن والرقي به؛ فنحن بكم وبفكركم وبدعمكم السخي للإنسان السعودي سنكون قدوةً بإذن الله.
والحمد لله رب العالمين.
بقلم : أ. نويفعة الصحفي